مصر ترد بقوة على رواية إسرائيلية حول فتح معبر رفح باتجاه واحد: “التهجير خط أحمر”

نفت القاهرة ادعاءات إسرائيلية عن تنسيق معها لفتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من غزة، وذلك بعد رواية إسرائيلية جديدة تحدثت عن فتح المعبر باتجاه واحد، قبل أن تعود تل أبيب وتغيّر سياق تصريحاتها وتدّعي قرب فتحه في كلا الاتجاهين عند استعادة جميع جثامين أسراها. وتشدد مصر على رفض التهجير بأي صورة، مؤكدة تمسّكها بفتح المعبر لخروج الفلسطينيين وعودتهم وفق ما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
وتحتل إسرائيل منذ مايو/ أيار 2024 الجانب الفلسطيني من معبر رفح، بعد أن دمرت مبانيه ومنعت حركة العبور، ما أدى إلى أزمة إنسانية حادة خصوصا للمرضى والجرحى. وكان من المقرر إعادة تشغيل المعبر في أكتوبر الماضي وفق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن تل أبيب لم تلتزم بالاتفاق.
وتسعى المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي يستهدف إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية المدعومة أمريكيا، إلى إعادة فتح معبر رفح من الجانبين. وقد خلّفت الحرب منذ 8 أكتوبر 2023 أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار واسع طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية.
وتصاعد التوتر بين القاهرة وتل أبيب منذ بداية الحرب الأخيرة، خصوصا بعد رفض مصر الاحتلال الإسرائيلي لمحور فيلادلفيا ومعبر رفح عام 2024، إضافة إلى ملفات حساسة مثل تلويح إسرائيل بتجميد اتفاق الغاز وخططها المرفوضة مصريا لتهجير سكان غزة.
تكذيب مصري للرواية الإسرائيلية
ونقلت هيئة الاستعلامات المصرية عن مصدر مسؤول، الأربعاء، نفيه “ما تداولته بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن التنسيق لفتح معبر رفح خلال الأيام المقبلة لخروج الفلسطينيين من غزة فقط”.
وأكد المصدر أن أي فتح لمعبر رفح “سيكون في الاتجاهين للدخول والخروج”، التزاما بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي بعد موافقة حماس وإسرائيل.
وجاء الموقف المصري عقب إعلان مكتب “منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية” أن المعبر “سيفتح قريبا حصريا لخروج سكان غزة إلى مصر”، وفق منشور نشره عبر منصة “إكس”.
وذكر المكتب الإسرائيلي أن خروج السكان سيتم “بعد موافقة أمنية من إسرائيل وتحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي”، على غرار آلية يناير 2025، دون ذكر تفاصيل حول آلية العودة.
تخبط إسرائيلي وتغيير في الرواية
وفي وقت لاحق، نقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصادر مصرية تأكيدها التزام القاهرة باتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل تشغيل معبر رفح في الاتجاهين لعودة الفلسطينيين واستقبال الجرحى، وأن تشغيله باتجاه واحد يخالف خطة الرئيس ترامب بشكل واضح.
كما حذرت المصادر من أن فتح المعبر باتجاه واحد فقط “يكرّس عملية تهجير الفلسطينيين”.
وحاولت الحكومة الإسرائيلية التراجع عن تصريحاتها الأولى، وزعمت لاحقا أن المعبر “سيفتح قريبا في كلا الاتجاهين” بعد استعادة جثامين الأسرى المتبقين.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بدروسيان، إن المعبر “سيفتح أمام الراغبين بالمغادرة إلى مصر بالتنسيق مع القاهرة”، مضيفة أنه سيتم فتحه “في كلا الاتجاهين” عند اكتمال التزام إسرائيل بالاتفاق.
وتقول إسرائيل إن هناك جثتين لأسيرين ما تزالان في غزة، أحدهما إسرائيلي والآخر تايلندي، قبل أن تعلن الأربعاء تسلم رفات مفترضة لأحد أسراها.
التهجير خط أحمر بالنسبة لمصر
وفي مداخلة هاتفية عبر برنامج “منتصف النهار”، شدد ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، على أن “التسريب عن فتح المعبر باتجاه واحد هو محاولة لتحميل مصر المسؤولية عن خطة إسرائيلية للتهجير ترفضها مصر ومختلف دول العالم”.
وقال رشوان إن إسرائيل تسعى لتنفيذ خطتها “إما بالضغط على الفلسطينيين للخروج قسرا أو بجعل غزة غير صالحة للحياة”، مؤكدا أن “التهجير سواء كان قسريا أو طوعيا فهو خط أحمر بالنسبة لمصر”.
وأوضح أن حق الفلسطينيين في البقاء في غزة “راسخ في القانون الدولي”، وأن أي خطوة تخالف ذلك تعد “جريمة حرب”.
وأشار رشوان إلى أن خطة الرئيس ترامب نصت بوضوح على أنه “لا يُجبر أحد على مغادرة غزة”، وأن من يخرج يملك حق العودة الكامل.
وفي سبتمبر الماضي، شدد رشوان على رفض بلاده المشاركة في أي مؤامرة لتهجير سكان غزة، داعيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى “فتح المعابر لعودة الفلسطينيين إلى أراضيهم المحتلة عام 1948، وليس لخروجهم منها”.







