مقالات وآراء

د.تامر المغازي يكتب: وجهان لبَكَري.. وجه للسلطة ووجه للسلطة فقط!

في عالم السياسة المصرية، توجد حيوانات نادرة تستحق الدراسة، لكن واحدة منها تتفرد بقدرة بيولوجية على “تغيير جلدها” كلما تغيرت الرياح.

إنه “الكاميليون السياسي”، “ثعبان المنابر”.. إنه الإعلامي والنائب مصطفى بكري، من “معارض” إلى “مريد” في غمضة عين

لن تحتاج إلى آلة زمن لتتابع تحولات بكري، يكفيك شريط فيديو يوتيوبي قصير، في عهد مبارك، كان بكري “الصوت الناقد” (الناقد بحذر).

بعد ثورة يناير، أصبح فجأة “الثوري المؤمن بالتغيير” (حتى يأتي التغيير التالي). ثم مع تغير الأوضاع، تحول إلى “المدافع العنيد” عن كل ما هو قائم، وكأنه ولد مدافعاً ولم يكن شيئاً آخر قبله!

نظرية “الانتفاضة الدائمة”.. ولكن للأعلى!، بكري يمارس رياضة سياسية فريدة وهي “الانتفاضة الدائمة” نحو القمة.

انتفاضة من المعارضة إلى الموالاة، من النقد إلى التمجيد، من التحفظ إلى الانبطاح، إنها انقلاب في المواقف بدون انقلاب في السلطة.

مدرسة بكرية في الازدواجية


فقد أسس بكري مدرسة فكرية سياسية جديدة، قواعدها بسيطة وهي أن الحقيقة ليست مطلقة، بل نسبية.. ونسبتها تعتمد على من يجلس على كرسي الحكم وكذلك المبدأ الثابت الوحيد هو عدم وجود مبادئ ثابتة وأن النقد جريمة.. إلا إذا كان موجهاً لمن أصبحوا في “سلة المهملات” التاريخية.

لغز حير المحللين أين تكمن الولاءات الحقيقية؟

يحير بكري المحللين هل هو رجل النظام؟

نعم. ولكن أي نظام؟

النظام الحالي.. وغداً النظام القادم.. وبعد غد النظام الذي يليه.

ولاؤه ليس للأشخاص ولا للأيديولوجيات، بل لـ”مبدأ” واحد أن يكون حيث الرياح تهب باتجاه المناصب والمكاسب.

بكري والثعبان مقارنة غير عادلة!

يقارن البعض بكري بالثعبان لقدرته على “الالتفاف” و”تغيير الجلد”.

لكن هذه مقارنة جائرة.. للثعابين!

فالثعبان يغير جلده لأسباب بيولوجية ضرورية، أما بكري فيغير مواقفه لأسباب “مهنية” بحتة.

والثعبان قد يلدغ إذا استفز، أما بكري فيمدح حتى لو استفز!

في النهاية، يمثل مصطفى بكري أيقونة “المرونة السياسية المطلقة”.

دروسه في البقاء تستحق الدراسة في كليات السياسة كيف تعيش في كل العهود، تزدهر في كل الأنظمة، وتكون “الرجل المناسب في المكان المناسب” بغض النظر عن المكان أو الزمان!

خلاصة القول إذا أردت أن تعرف موقف بكري من أي قضية، لا تسأله.. بل انتظر حتى تعرف الموقف الرسمي، وبعد ذلك بقليل ستسمع صداه منهمراً من فمه وكأنه قناعة راسخة عمرها آلاف السنين!

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى