مشعل: نرفض أي وصاية على غزة.. والفلسطينيون هم من يحكمون أنفسهم

أكد رئيس حركة حماس في الخارج، خالد مشعل، رفض الحركة القاطع لأي شكل من أشكال الوصاية على قطاع غزة، مشددًا على أن الفلسطينيين “هم من يحكمون أنفسهم”، وأن مستقبل القطاع يجب أن يقرره شعبه وحده.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها، السبت، في مؤتمر “العهد للقدس: نحو تجديد إرادة الأمة في مواجهة التصفية والإبادة” المنعقد في مدينة إسطنبول.

وقال مشعل إن “البلطجة الإسرائيلية تريد إخضاع المنطقة لأجندتها، وهذا خطر حقيقي”، معتبرًا أن الوقت قد حان “لتقرر الأمة تحرير القدس واستعادة المقدسات الإسلامية والمسيحية”.
وأضاف: “نرفض كل أشكال الوصاية على غزة، والفلسطيني هو من يحكم نفسه”.

تحذير من استهداف المقاومة ودعوات لحماية الضفة

شدّد مشعل على ضرورة حماية مشروع المقاومة وسلاحها، والعمل على إنقاذ الضفة الغربية من “التهويد والاستيطان والتهجير”، مؤكدًا أن الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني واجب على الأمة.

وقال إن “إسرائيل لن تكون صديقة ولا عونًا لأحد ولا جزءًا من منظومة المنطقة”، في إشارة إلى محاولات دمجها سياسيًا وأمنيًا ضمن ترتيبات مستقبلية في الإقليم.

انتقادات لخطة إدارة غزة وتواصل الحصار

وتأتي تصريحات مشعل بعد تداول إعلام عبري أنباء عن عزم الولايات المتحدة تشكيل “لجنة مؤقتة لإدارة غزة” خلال أسبوعين، إلى جانب “مجلس سلام” يشرف عليها، وسط رفض إسرائيلي لأي دور للسلطة الفلسطينية أو حركة حماس في إدارة القطاع بعد الحرب.

وحول استمرار الحصار، قال مشعل إن “الصورة الأقسى من حرب الإبادة وقفت، لكن التجويع والحصار وإغلاق المعابر ومنع المساعدات ما زال مستمرًا”، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

ووفق وزارة الصحة في غزة، قتلت خروقات الجيش الإسرائيلي 360 فلسطينيًا وأصابت 922 آخرين منذ بدء اتفاق وقف النار، فيما تستمر إسرائيل في منع دخول الغذاء والدواء لنحو 2.4 مليون فلسطيني يعيشون أوضاعًا كارثية.

ملاحقة دولية لإسرائيل ودعوات لتحرير الأسرى

دعا مشعل إلى مواصلة ملاحقة إسرائيل وقادتها دوليًا، ومحاكمتهم على “حرب الإبادة” التي ارتُكبت في غزة وعموم فلسطين، مؤكدًا ضرورة التعامل مع إسرائيل “ككيان منبوذ”.

كما طالب بالعمل على تحرير الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث يقبع أكثر من 9300 أسير، بينهم نساء وأطفال، يعانون “التعذيب والتجويع والإهمال الطبي” وفق تقارير حقوقية، وقد توفي العشرات منهم نتيجة تلك الظروف.

وتسببت الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي، في مقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألفًا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى دمار واسع طال البنية التحتية والمساكن والمستشفيات.