العالم العربيمصر

إيطاليا تُرحّل إمامًا مصريًا رغم تحذيرات حقوقية ودينية من تعرضه للتعذيب في مصر

يواجه الإمام المصري محمد شاهين في إيطاليا قرارًا بالترحيل، على خلفية تصريحات أدلى بها خلال فعالية داعمة لفلسطين في مدينة تورينو في 9 أكتوبر/تشرين الأول، في خطوة أثارت موجة واسعة من الانتقادات الحقوقية والدينية داخل البلاد.

شاهين، وهو إمام سابق لمسجد سان سلفاريو ومقيم في إيطاليا منذ 21 عامًا، كان قد تطرق في الفعالية إلى هجوم السابع من أكتوبر الذي نفذته حركة حماس على جنوب دولة الاحتلال، واصفًا إياه بأنه “عمل مقاومة بعد سنوات من الاحتلال”، وفق ما نقلته السلطات الإيطالية.

اعتقال وترحيل وإلغاء إقامة

قوات مكافحة الإرهاب اعتقلت شاهين فجر 24 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن أصدرت وزارة الداخلية قرارًا بترحيله وألغت تصريح إقامته.
ويُحتجز حاليًا في مركز الترحيل بمدينة كالتانيسيتا في جزيرة صقلية، بانتظار البت في طلب اللجوء الذي قدّمه.

أمام محكمة الاستئناف في تورينو، أكد شاهين أن ترحيله إلى مصر سيُعرّضه لـ”التعذيب وربما القتل”، مشيرًا إلى أنه معروف بمعارضته للنظام المصري.
وقال للقضاة: “لستُ مؤيدًا لحماس ولا أشجع العنف… ما قلته دائمًا هو أن الشعب الفلسطيني يجب أن ينال سيادته الكاملة”.

لا دليل على مخالفات قانونية

صحيفة إل فاتّو كوتيديانو الإيطالية كشفت أن نيابة تورينو لم تجد أي دليل على أن تصريحات شاهين خالفت القانون أو حرّضت على ارتكاب جريمة، في تطور يعزز الشكوك حول دوافع قرار الترحيل.

تحذيرات منظمات ومسؤولين

إسمايلي لا فاردييرا، عضو الجمعية الإقليمية في صقلية، قال بعد زيارة شاهين إن الأخير “لن يجد أي فرصة للنجاة” إذا عاد إلى مصر، مضيفًا:
“قد نختلف حول تصريحاته، لكن قرار ترحيله غير متناسب ولا يليق بدولة ديمقراطية”.

كما وقع نحو 180 أكاديميًا رسالة تطالب بالإفراج عنه، فيما بعثت شبكة من قادة الأديان في تورينو رسالة إلى وزير الداخلية ماتيو بيانتيدوزي، عبّرت فيها عن “الصدمة والقلق” من القرار.

وأكدت الشبكة أن شاهين “شخصية محورية في الحوار بين الأديان والتعاون مع المؤسسات، وترحيله سيقوّض سنوات من التعايش السلمي البنّاء”.

احتجاجات وإضراب عام

خلال الإضراب العام الذي دعت له نقابة USB يوم الجمعة، رفع المتظاهرون لافتات تطالب بحرية شاهين.
وشاركت في الفعالية الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ والمقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي، حيث امتزجت المطالب العمالية مع الاحتجاجات ضد ما وصفه المنظمون بـ “تواطؤ الحكومة الإيطالية مع إبادة دولة الاحتلال”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى