العالم العربي

مؤتمر العهد للقدس في إسطنبول ..مواقف موحَّدة لمواجهة الإبادة وتصفية القضية الفلسطينية

مواقف قوية ورسائل موحدة لمواجهة الإبادة ومحاولات تصفية قضية فلسطين، حملتها كلمات المتحدثين في مؤتمر العهد للقدس، في ظلّ استمرار الإبادة بحقّ غزة وتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في القدس والضفة.

وجاءت الكلمات الافتتاحية حاملةً رسائل واضحة بضرورة تعزيز الإرادة وتوحيد الجهود وإطلاق مبادرات فاعلة لنصرة فلسطين.

استهلّ رئيس مجلس إدارة مؤسسة القدس الدولية، الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر، الكلمات بالتأكيد على ثبات عهد المؤسسة للقدس ورفضها القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع، مشددًا على أن “غزة لن تضيع… والقدس ليست للبيع أو التصفية”. وأكد أن المؤسسة ستواصل توحيد طاقات الأمة وتعزيز حضورها الدولي لخدمة القدس.

ومن جهته، شدد رئيس مجلس الأمناء، الدكتور محمد سليم العوّا، على أن الانتماء لمؤسسة القدس هو انتماء لجذر القضية الفلسطينية، قائلاً: “لا نعرف تحرير القدس وحدها أو غزة وحدها… نعرف تحرير فلسطين كاملة من بحرها إلى نهرها”.

وأشار الدكتور العوا، الذي انتخب أمس الجمعة 2025/12/5 رئيساً لمجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية خلفاً لرئيس مجلس أمنائها السابق منذ تأسيسها العلامة الراحل يوسف القرضاوي، إلى أهمية العمل المؤسسي والوحدوي في حماية الهوية المقدسية وتعزيز الصمود.

أما رئيس حركة حماس خارج فلسطين خالد مشعل فقدم رؤية تحررية تقوم على عشر نقاط، محذرًا من محاولات الاحتلال إعادة هندسة غزة سياسيًا وأمنيًا وفرض وصاية على القرار الفلسطيني.

وأكد أن “المعركة لم تنتهِ… والقتل اليومي في غزة مستمر”، داعيًا لبناء تحالف دولي واسع يعزز الرواية الفلسطينية ويدعم المقاومة وتحرير الأسرى والوحدة الوطنية.

وفي سياق متصل، دعا الشيخ عكرمة صبري، أمين منبر المسجد الأقصى، إلى الانتقال من القول إلى الفعل، مؤكدًا أن “فلسطين فوق كل اعتبار هي طريق الوحدة”، وأن الأمة مطالبة اليوم بخطوات عملية توازي حجم التحديات.

وأكد الشيخ محمد الحسن الددو أن العهد للقدس هو عهد للتحرير، وأن نصرة أهلها وغزة والأسرى واجب شرعي. وأضاف أن توحيد الجهود بين العلماء والمؤسسات والشعوب يشكل عنصر قوة أساسيًا في مواجهة الاحتلال.

من جانبه، أوضح رئيس لجنة فلسطين في الرئاسة الإيرانية، الشيخ محمد حسن أختري، أن جرائم الاحتلال مستمرة رغم الصمت الدولي، لكن الدعم الشعبي العالمي للقضية الفلسطينية يتصاعد، خصوصًا بين الأجيال الشابة.

وذكّر الأمين العام لمجلس كنائس الأردن، الأب إبراهيم دبور, بأن فلسطين وطن لجميع أبنائها مسلمين ومسيحيين، وأن الاحتلال هو الذي حوّل الصراع إلى بُعد ديني.

وقال الأمين العام لمنتدى الوسطية، المهندس مروان الفاعوري، إن “نموذج غزة أبهر العالم وكشف هشاشة رواية الاحتلال”، داعيًا لاستثمار التحول العالمي المتزايد لصالح فلسطين.

وأكد مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله، عمار الموسوي، أن المقاومة ليست مغامرة بل هي واجب تفرضه المرحلة، مضيفًا: “لو كان الاستسلام خيارًا لكان أولى يوم استشهاد السيد حسن نصر الله… لكننا لم نفعل ولن نفعل”.

وجاء المؤتمر بدعوة من مؤسسة القدس الدولية وشراكة مع عدد من المؤسسات الشعبية والأهلية العربية والإسلامية من بينها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمؤتمر القومي-الإسلامي، والمنتدى العالمي للوسطية، ورابطة برلمانيون من أجل القدس، ومنتدى مسلمي أوروبا وهيئة علماء فلسطين وجمعية البركة الجزائرية، والائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين.


المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى