الدكتور علي حمود يكشف ملامح سباق التسلح وأزمة إيرباص وتحوّلات الاقتصاد العالمي

ناقش الدكتور علي حمود، الكاتب والباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية، في حلقة اقتصادية متخصصة جملة من التطورات العالمية البارزة، وفي مقدمتها الارتفاع القياسي في أرباح شركات السلاح العالمية، وزيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين وما تحمله من أبعاد اقتصادية، إضافة إلى الأزمة التي تواجهها شركة “إيرباص” بعد توقف آلاف من طائراتها لإجراء تحديثات برمجية عاجلة. وأكد حمود أن هذه الملفات المتشابكة تعكس مرحلة دولية تتداخل فيها العسكرة والتجارة والتكنولوجيا لتعيد تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي.
وأكد الكاتب والباحث في الاقتصاد والعلاقات الدولية الدكتور علي حمود أن هذه الملفات الثلاثة تكشف ترابطًا مباشرًا بين العسكرة، والتجارة الدولية، وصناعة الطيران، وأن ما يجري اليوم يعيد تشكيل ملامح الاقتصاد العالمي في مرحلة مضطربة سياسيًا واقتصاديًا.
سباق التسلح يضغط على الموازنات ويغذي أرباح الشركات الكبرى
يشير ارتفاع أرباح شركات السلاح العالمية بنسبة 26 بالمئة إلى طفرة غير مسبوقة في سوق التسلح، مدفوعة بتوسع النزاعات في الشرق الأوسط وأوروبا، وارتفاع الإنفاق العسكري في دول الحلف الغربي.
وأوضح حمود أن أوروبا تتجه لرفع الإنفاق الدفاعي من 2 إلى ما بين 3 و5 بالمئة من الناتج المحلي، وهو ما يعني تحويل موارد ضخمة من قطاعات التعليم والصحة والتنمية لصالح الصناعات العسكرية، في ظل ضغوط مالية متصاعدة وديون عامة تتزايد عامًا بعد عام.
وتظهر البيانات أن الولايات المتحدة تستحوذ على النصيب الأكبر من سوق السلاح، من خلال شركات مثل “لوكهيد مارتن” و”رايثيون” و”جنرال دايناميكس” و”RTX”، إذ تستفيد هذه الشركات من اتساع رقعة النزاعات، بينما يتحمل الاقتصاد الأمريكي مستويات مرتفعة من المديونية.
كما تطرقت الحلقة إلى الدور الحاسم للمعادن النادرة في الصناعات الدفاعية والتكنولوجية الحديثة، حيث تهيمن الصين على عمليات التكرير والإنتاج بفارق تقني يراوح بين 10 و15 عامًا عن أوروبا والولايات المتحدة، ما يجعل هذا الملف جزءًا من الصراع الاقتصادي الدولي.
زيارة ماكرون للصين وأزمة إيرباص تعيدان رسم المشهد الاقتصادي الأوروبي
استعرض النقاش كذلك أبعاد زيارة ماكرون إلى الصين، التي هدفت إلى جذب استثمارات جديدة وتخفيف العجز التجاري الضخم بين البلدين، والذي بلغ نحو 47 مليار يورو بالنسبة لفرنسا، بينما يعاني الاقتصاد الألماني من عجز أكبر يقارب 85 مليار يورو.
وبحسب التحليل، فإن بكين لا تُظهر استعدادًا كبيرًا لتقديم تنازلات، في ظل توترها التجاري مع الولايات المتحدة واعتماد الاتحاد الأوروبي على التحالف الغربي. واعتبر الخبراء أن ميزان القوة يميل بوضوح لصالح الصين، خاصة مع تفوقها الصناعي والتقني واستثماراتها الضخمة في البحث والتطوير.
وفي سياق متصل، تطرقت الحلقة إلى الأزمة التي تواجهها “إيرباص”، عقب توقف آلاف من طائرات “A320” بسبب خلل برمجي في نظام التحكم، ما أدى إلى إرباك واسع في حركة الطيران خلال فترة السفر المرتفعة، وانخفاض متوقع في عدد الطائرات المسلّمة للعملاء.
ورأى المتخصصون أن “إيرباص” مطالبة باستعادة ثقة شركات الطيران من خلال تعزيز أنظمة السلامة، خاصة في ظل المنافسة المحتدمة مع “بوينغ”، التي لا تزال بدورها تواجه تحديات تتعلق بالسلامة، وخصوصًا في طراز “737 ماكس”.
وفي الختام، اعتبر الخبراء أن المشهد الاقتصادي العالمي بات محكومًا بتقاطع ثلاثة مسارات رئيسية: سباق التسلح، الحرب التجارية بين الصين والغرب، وأزمات صناعة الطيران، وهي مسارات تفرض ضغوطًا متزايدة على أوروبا وتحوّل أولوياتها الاقتصادية نحو قطاعات استراتيجية تتأثر مباشرة بالتوترات الدولية.






