تركيا تدين اقتحام إسرائيل مقر الأونروا في القدس
أدانت وزارة الخارجية التركية، الثلاثاء، اقتحام قوات إسرائيلية لمقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية المحتلة والسيطرة عليه، مؤكدة أن ما حدث يُعد “انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي” واعتداءً على مبنى يتمتع بالحصانة الدبلوماسية.
وقالت الخارجية التركية في بيان إن أنقرة “تدين اقتحام إسرائيل وسيطرتها على مبنى الأونروا الواقع في القدس الشرقية المحتلة”، مشيرة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية ضد مبنى تابع للأمم المتحدة تخالف الالتزامات القانونية للدول الأعضاء. وأكد البيان الاستشهاد بالرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في 22 أكتوبر 2025، والذي شدد على ضرورة عدم إعاقة إسرائيل لأنشطة الأونروا، بل تسهيل عملها بصفتها قوة احتلال.
وشددت الخارجية التركية على أهمية استمرار الوكالة في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطينيين، نظرًا إلى دورها الأساسي في حماية حقهم في العودة ودعم جهود تحقيق السلام الدائم، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ “إجراءات رادعة” ضد الانتهاكات الإسرائيلية وتقديم الدعم الكامل للأونروا.
وفي السياق نفسه، قالت محافظة القدس إن قوات الاحتلال اقتحمت المقر عند ساعات الصباح الأولى، واحتجزت موظفي الحراسة وصادرت هواتفهم، ما أدى إلى انقطاع التواصل معهم وتعذّر معرفة ما يجري داخل المبنى، بالتزامن مع إغلاق المنطقة بالكامل وتنفيذ عمليات تفتيش شاملة.
من جهته، اعتبر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، في منشور على منصة “إكس”، أن التصرف الإسرائيلي يمثل “تحديًا جديدًا للقانون الدولي” و”تجاهلًا صارخًا لالتزامات إسرائيل تجاه حماية منشآت الأمم المتحدة”.
وتستخدم الأونروا المقر منذ عام 1951 قبل أن يتم إخلاؤه مطلع العام الجاري بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بحظر عمل الوكالة في القدس الشرقية. وتواصل إسرائيل الادعاء بأن موظفين لدى الوكالة شاركوا في عملية “طوفان الأقصى” عام 2023، وهو ما نفته الأونروا والأمم المتحدة، مؤكدتين التزام الوكالة بالحياد.
وتأتي هذه التطورات في ظل تفاقم الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين، حيث تُعد الأونروا أكبر مزود دولي للخدمات الأساسية للاجئين، في ظل تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 8 أكتوبر 2023، والتي خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب دمار واسع تُقدّر الأمم المتحدة كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
