حكومة غزة تحذر من منخفض قطبي يهدد مئات آلاف النازحين خلال 72 ساعة

حذرت حكومة غزة، الثلاثاء، من منخفض جوي قطبي حاد سيضرب القطاع خلال الساعات الـ72 المقبلة، مهددًا حياة مئات آلاف العائلات النازحة التي تعيش في خيام بدائية منذ أكثر من عام، مؤكدة أن الواقع الإنساني في غزة يقترب من سيناريو “كارثي” إذا لم يتحرك العالم بشكل عاجل. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في بيان إنه يتابع بقلق بالغ التداعيات المتوقعة للمنخفض الجوي الذي سيبدأ الأربعاء وحتى مساء الجمعة، وما يحمله من مخاطر تتمثل في غرق الخيام واجتياح مياه الأمطار لمناطق النزوح العشوائي.
وأكد المكتب أن المنخفض المرتقب سيضاعف مأساة أكثر من مليون ونصف المليون نازح يقيمون في خيام مهترئة تفتقر لأدنى مقومات الحماية، محذرًا من أن المنخفض القطبي المسمى “بيرون” سيجلب فيضانات وسيول نتيجة الأمطار الغزيرة، إضافة إلى رياح قوية ستقتلع الخيام، مع أمواج بحر عالية وعواصف رعدية. وشدد على أن هذه المعطيات تشير إلى خطورة مناخية كبيرة قد تسبب أضرارًا واسعة لعشرات الآلاف من العائلات التي تعيش في ملاجئ مؤقتة لا تحمي من البرد ولا من شدة المنخفضات الجوية.
وأشار البيان إلى أن قطاع غزة يقف أمام سيناريو مأساوي متكرر، إذ ستواجه آلاف الأسر خطر الغرق والفيضانات، في ظل “صمت دولي مخزٍ” وغياب أي تدخل جاد لتوفير الحد الأدنى من الحماية والإغاثة للنازحين. وقال إن المنخفض المناخي يفاقم حجم الكارثة الإنسانية الناتجة عن حرب الإبادة التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، وأسفرت عن دمار واسع وقتل أكثر من 70 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 171 ألفًا، إضافة إلى أضرار تقدر بـ70 مليار دولار وفق الأمم المتحدة.
وحمل المكتب إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعريض النازحين لخطر المنخفضات الجوية، نتيجة إغلاق المعابر ومنع إدخال المواد الإغاثية ومواد الإيواء، بما فيها منع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل، وسط غياب تام للملاجئ البديلة. وطالب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء والدول الصديقة بالضغط الفوري على الاحتلال لفتح المعابر والتحرك العاجل لتوفير مستلزمات الطوارئ وتعزيز قدرات فرق الإنقاذ.
كما دعا البيان إلى اتخاذ خطوات عملية وملزمة تمنع تكرار مشاهد الغرق والانهيار المتوقع حدوثها خلال الساعات القادمة، لافتًا إلى أن قطاع غزة يحتاج إلى 300 ألف خيمة ووحدة سكنية مسبقة الصنع لتلبية الحد الأدنى من احتياجات المأوى بعد الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية.
“إغاثة عاجلة”
من جهته، حذر المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم من تداعيات المنخفض الجوي الجديد، مؤكدًا أن الخيام الحالية “غير صالحة لتحمل الأمطار أو البرد”، خاصة في ظل القيود الإسرائيلية على إدخال الوقود. ودعا إلى إطلاق عملية “إغاثة عاجلة” وتوفير مراكز إيواء قادرة على حماية النازحين. وشدد على ضرورة إلزام الاحتلال بتطبيق بروتوكولات الإغاثة الإنسانية المنصوص عليها في اتفاق يناير وأكتوبر، مؤكدًا أن ما يتعرض له سكان غزة يمثل استمرارًا للإبادة من خلال الحصار ومنع الإيواء وتقييد المساعدات.
وفي 25 نوفمبر الماضي، حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، من تعرض عائلات نازحة في غزة لخطر الفيضانات في ملاجئ سيئة، مشيرًا إلى أن السكان “معرضون للخطر بشكل كبير” في ظل استمرار القيود الإسرائيلية التي تعيق دخول المساعدات وعرقلة عمل منظمات الإغاثة بما فيها شركاء الأمم المتحدة.




