
وجّه ماهر المذيوب، تحذيرًا صريحًا من خمسة تحديات كبرى تُهدد كيان الدولة التونسية ووحدة نسيجها الاجتماعي والسياسي، داعيًا إلى وقفة وطنية جامعة تنقذ البلاد من مخاطر الانهيار والتفكك.
وفي بيان نشره من العاصمة القطرية الدوحة، أكد المذيوب أن استمرار الوضع القائم في ظل حكم قيس سعيد يدفع بتونس نحو منزلقات خطيرة على مختلف الأصعدة، مشددًا على أن “الربيع القادم لا يمكن أن يُبنى إلا على رحيل منظومة الاستبداد، وعودة الحركية الحرة”.
1 – تصاعد خطير للكراهية والانقسام
أشار المذيوب إلى أن مناخ الشحناء والحقد والكراهية بين التونسيين بلغ مستويات غير مسبوقة، نتيجة تراكمات تاريخية واجتماعية، لكنّ الشعبوية المتوحّشة في السنوات الأخيرة أجّجت هذا التمزق الداخلي.
وأوضح أن البلاد تحتاج إلى “هبّة أمل وطنية وموجة تحرّر جديدة”، لا يمكن أن تتحقق إلا برحيل منظومة قيس سعيّد، التي وصفها بأنها “زُمرة تغذّي نار الانقسام وتقتات على الأزمات”.
2 – تهديد مباشر للوحدة الترابية
وحذّر المذيوب من أن انهيار القرار السيادي، وازدياد التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن التونسي، يضع البلاد أمام خطر محتمل يهدد وحدتها الترابية والقومية.
ودعا إلى استخدام كل الاتفاقيات الدولية المصادق عليها، ومن بينها صفة تونس كشريك استراتيجي من خارج حلف الناتو، لحماية وحدة التراب الوطني.
3 – أزمة الهجرة غير النظامية
شدد المذيوب على أن المصلحة الوطنية تستدعي، مع الاحترام التام لحقوق الإنسان، إعادة المهاجرين غير النظاميين الذين لا تواجه حياتهم تهديدًا مباشرًا، إلى بلدانهم الأصلية بأسرع وقت، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الأممية المختصة.
4 – هوية تونس ليست محل مساومة
أكد المذيوب أن تونس دولة عربية، مسلمة، سنّية، مدنية، وهذا واقع غير قابل للتغيير أو المساومة، محذرًا من أي محاولات ظاهرة أو مستترة لاستهداف طبيعة الشعب التونسي العميقة.
وأضاف: “شعبنا لم يسعَ يوماً إلى تغيير أديان الآخرين أو مذاهبهم، ويرفض رفضًا باتًا أي محاولة لتغيير عقيدته أو هويته”.
5 – ثلاثي العار: الجوع، الفقر، البطالة
لفت المذيوب إلى أن أكثر من 15% من التونسيين يعانون من الجوع، و25% من الفقر، بينما تقترب نسبة البطالة الواقعية أو المقنّعة من 40%.
وقال إن غياب معركة تحرير اقتصادية حقيقية، وعدم وجود شراكات تنموية إقليمية ودولية، يضع استدامة “الحلم التونسي” ذاته موضع تساؤل.
طالب ماهر المذيوب بوضوح بـ”انطلاقة وطنية جريئة”، تقوم على التأسيس لقيم العدالة والكرامة والعمل، وليس على الشعارات أو التبريرات الشعبوية، مؤكدًا أن تونس لن تُبنى من جديد إلا بسواعد أبنائها وبالتحرر من عقلية الإقصاء والخوف والكذب.







