دمشق تحتضن لأول مرة فعاليات اليوم العالمي لحقوق الإنسان بعد سقوط نظام الأسد

افتتح وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في العاصمة دمشق فعاليات “اليوم العالمي لحقوق الإنسان” داخل قصر الأمويين، وذلك للمرة الأولى بالتعاون مع مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. ويأتي هذا الحدث في ظل مرحلة سياسية جديدة تعلن من خلالها الحكومة السورية التزامها بإعادة بناء منظومة حقوق الإنسان بعد سقوط النظام السابق.
وخلال كلمته الافتتاحية، قال الشيباني إن السوريين يعيشون مناسبتين مهمتين: عيد تحرير سوريا، واليوم العالمي لحقوق الإنسان، مؤكدًا أن “عودة الروح إلى قلب الشرق” جاءت مع استعادة الدولة لدورها في حفظ كرامة المواطنين وحقوقهم. وأوضح أن هذا اليوم كان سابقًا منصة لإدانة “جرائم النظام البائد”، بينما بات اليوم مناسبة لترسيخ حقوق الإنسان في البلاد.
تصريحات أممية حول مرحلة جديدة في سوريا
أكد رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان محمد النسور أن انعقاد الفعالية في دمشق ما كان ليحدث لولا “نضالات الشعب السوري والاهتمام الكبير الذي توليه الحكومة السورية لحقوق الإنسان”. فيما اعتبرت نائبة المفوض السامي ندى الناشف أن المناسبة تمثّل “بداية جديدة لحقوق الإنسان في سوريا”، مشيرة إلى عمل مشترك مع الحكومة لبناء مستقبل أكثر إشراقًا في هذا المجال.
خلفية: سقوط النظام السابق وتحوّل المشهد الحقوقي
شكّل ملف حقوق الإنسان أحد أكثر الملفات تعقيدًا في العلاقات الدولية مع سوريا، حيث وثّقت تقارير أممية واسعة النطاق عمليات الاعتقال التعسفي والتعذيب والاختفاء القسري خلال حكم النظام المخلوع.
وخلال الأيام الماضية، أحيا السوريون ذكرى الخلاص من نظام الأسد عبر معركة “ردع العدوان” التي انطلقت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 من حلب قبل أن تصل إلى دمشق بعد 11 يومًا. ويرى السوريون أن الثامن من ديسمبر 2024 شكّل نهاية حقبة طويلة من القمع والانتهاكات التي طالت المدنيين طوال سنوات الثورة الأربع عشرة.







