حفيدي معتز… طفلٌ ما زال حديث الفطام، لكن قلبه يشبه تاريخ بلاده: يولد كبيرًا قبل أوانه. يأتيه ترامب، من وراء محيطٍ وثلاثة آلاف كيلومتر، طالبًا من شعبٍ محاصر أن “يُسلّم سلاحه”… وكأننا نحن الذين نملك الطائرات، أو نحاصر حدود الآخرين، أو نقرر من يعيش ومن يُدفن تحت الركام.
يا سيد ترامب… حفيدي الذي بالكاد نطق أولى كلماته، يعرف جيدًا أن الأرض لا تُحمى بالتصاريح، ولا بالخطابات البيضاء من فوق المنابر. إنما تُحمى بالذاكرة… وبالانتماء… وبحبٍ يولد في الصدر قبل أن تولد الأسماء.
معتز لا يحمل سلاحًا… إنه يحمل رمزًا ورثه من دموع أجداده، حلمًا صغيرًا أكبر من سنواته، فهو لا يعرف السياسة، ولا معنى “التجريد”، ولا “الأمم المتحدة”… لكنه يعرف شيئًا واحدًا: أن الأرض التي وُلد عليها لا تُسلَّم لأحد.
