مخاوف إسرائيلية من تحالف مصري تركي بعد انضمام مصر لمشروع المقاتلة الشبحية

حذّرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية من أن التعاون العسكري بين مصر وتركيا يدخل مرحلة جديدة وخطيرة، بعد قرار القاهرة الانضمام كشريك كامل في مشروع تطوير المقاتلة الشبح التركية (KAAN).
وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة، التي وصفتها بـ”غير المسبوقة”، تثير مخاوف متزايدة داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية بشأن مستقبل التفوق الجوي لسلاح الجو الإسرائيلي في المنطقة.
وأشارت “معاريف” إلى أن مصر لم تعد تكتفي باستيراد أنظمة أسلحة جاهزة، بل باتت تشق طريقها إلى قلب صناعة الطيران العسكري المتقدم، بعد أن انضمت رسميًّا إلى المشروع الضخم الذي تقوده تركيا لتطوير مقاتلة شبح محلية الصنع.
وأعتبرت الصحيفة أن هذا التطور يمثل علامة فارقة في العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ويفتح الباب أمام شراكة دفاعية استراتيجية قد تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط، خاصة في ظل التقارب الدبلوماسي والسياسي المتسارع بين البلدين منذ زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة في 2023، وزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى القاهرة في 2024.
وأوضحت أن انضمام مصر لا يحمل طابعًا رمزيًّا فحسب، بل تداعيات أمنية مباشرة، إذ قد يمنح الدولتين قدرات جوية متطورة قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الإسرائيلية، ما يهدد الوضع الراهن الذي يمنح سلاح الجو الإسرائيلي تفوقًا نوعيًّا في سماء المنطقة.
ووصفت “معاريف” الخطوة بأنها “عبور تاريخي” لمصر، إذ إنها المرة الأولى التي لا تكتفي فيها بشراء طائرات حربية، بل تشارك في تصميمها وتصنيعها، ما يضعها ضمن نادٍ محدود من الدول التي تمتلك هذه القدرات التكنولوجية المتقدمة.
وأشارت إلى أن مصر، التي اعتمدت سابقًا على طائرات أمريكية مثل F-16، وفرنسية من طراز “رافال”، إضافة إلى صفقات روسية، كانت دائمًا تخضع لقيود صارمة في مجال قطع الغيار، الذخائر، وشروط الاستخدام. في المقابل، يمنحها انضمامها إلى مشروع “كا أن” وصولًا غير مسبوق إلى تقنيات حساسة، إذ تنتج تركيا حاليًّا أكثر من 80% من مكونات الطائرة، بما في ذلك الرادارات المتطورة (AESA)، أنظمة الحرب الإلكترونية، وأنظمة القيادة والسيطرة.
وأفادت الصحيفة أن هذا التعاون يندرج ضمن استراتيجية مصرية أوسع لبناء صناعة دفاع محلية، تشمل اتفاقيات تصنيع مشترك مع كوريا الجنوبية (مثل مدافع K-9 وطائرات FA-50) وإيطاليا (لفريقيات بحرية جديدة).







