مشاركة تركيا في القوة الدولية بغزة… مقترح أمريكي يعيد رسم مشهد ما بعد الحرب

اقترح سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إشراك تركيا في القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزة، في إطار الترتيبات التي تلي اتفاق وقف إطلاق النار وخطة إعادة الإعمار.جاء الطرح خلال مؤتمر عُقد في واشنطن، حيث أوضح باراك أن “تركيا تمتلك أكبر قوة برية فعّالة في المنطقة، ولديها تواصل مع حماس، مما يجعل مشاركتها في قوة تهدف إلى خفض التوتر أمرًا مفيدًا”.

قوة دولية حتى 2027 وإدارة انتقالية في غزة
اعتمد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يقضي بإنشاء قوة دولية مؤقتة في غزة حتى نهاية عام 2027، وتقوم على دعم وقف إطلاق النار وإدارة المرحلة الانتقالية. وينص القرار على أن تُدار غزة عبر حكومة تكنوقراط فلسطينية انتقالية تعمل تحت إشراف “مجلس سلام” تنفيذي يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن خطته السياسية للمنطقة.

بنية الاتفاق وخروقات مستمرة
وبحسب الخطة، دخل اتفاق وقف إطلاق النار مرحلة أولى في 10 أكتوبر الماضي، تضمنت تبادلًا للأسرى وإجراءات لخفض التصعيد، على أن تشمل المرحلة الثانية تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة من لجنة تكنوقراط فلسطينية غير سياسية، إضافة إلى خطة اقتصادية لإعادة إعمار القطاع.ورغم أن الاتفاق كان من المفترض أن ينهي حرب الإبادة الإسرائيلية التي بدأت في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين، وأسفرت عن أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، فإن إسرائيل تواصل خرق الاتفاق، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا الفلسطينيين خلال الأسابيع الأخيرة.

سياق سياسي إقليمي معقّد
يأتي المقترح الأمريكي بإشراك تركيا في القوة الدولية وسط نقاشات واسعة حول شكل الإدارة المستقبلية للقطاع، وترتيبات الأمن وإعادة الإعمار، ودور القوى الإقليمية في ضمان منع تجدد الصراع وتعزيز الاستقرار.