وزير الدفاع الإسرائيلي يتجه لطلب إغلاق إذاعة الجيش وسط اتهامات لنتنياهو بمحاولة إسكات الإعلام

يعتزم وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تقديم طلب رسمي إلى الحكومة في 21 ديسمبر/كانون أول الجاري، لإقرار قرار إغلاق إذاعة الجيش، في خطوة تثير انتقادات واسعة من المعارضة، وسط اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة إسكات الأصوات الإعلامية المنتقدة.
وقال مكتب كاتس، في بيان الخميس، إن وزير الدفاع “سيقدم قرار إغلاق إذاعة الجيش إلى الحكومة في 21 ديسمبر الجاري، للموافقة عليه”، دون تقديم مزيد من التفاصيل حول آليات الإغلاق أو البدائل المطروحة لعمل المحطة.
قرار الإغلاق ودوافعه المعلنة
في 12 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن مكتب كاتس أن الوزير “قرر إغلاق إذاعة الجيش، وسيتم تعليق بث المحطة بحلول 1 مارس/آذار 2026”.
وأرجع كاتس قراره بدعوى أن الإذاعة تُستخدم “للتعبير عن آراء تهاجم الجيش وجنوده وتزجه في الخطاب السياسي”، مبينًا أنه “سيقدم مشروع قرار للحكومة للمصادقة على الخطوة وفق الإجراءات القانونية المتبعة”.
وادعى أن استمرار عمل الإذاعة “يشرك الجيش الإسرائيلي رغما عنه في الخطاب السياسي، ويضر بمكانته”، في تبرير أثار جدلا واسعًا في الأوساط الإعلامية والسياسية داخل إسرائيل.
انتقادات داخلية ودور الإذاعة خلال حرب غزة
خلال الأسابيع الأخيرة، أعلن العديد من الصحفيين والسياسيين المعارضين رفضهم لقرار كاتس، الذي تمسك بموقفه ولم يتراجع عن خطته لإغلاق الإذاعة، في ظل تصاعد اتهامات لنتنياهو بمحاولة إسكات الإعلام والحد من التعددية في المشهد الإعلامي الإسرائيلي.
وتُعد إذاعة الجيش، التي تأسست عام 1950، من أبرز الوسائل الإعلامية في إسرائيل، لكنها لا تُعتبر ناطقًا رسميًا باسم الجيش، وغالبًا ما تبث انتقادات للحكومة والمؤسسة العسكرية، ما منحها تأثيرًا واسعًا وحضورًا لافتًا في الرأي العام.
وبرزت الإذاعة بشكل أكبر خلال حرب الإبادة الجماعية التي شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة لمدة سنتين منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث نقلت نقاشات وانتقادات لسياسات الحكومة والجيش في إدارة الحرب.
وأسفرت هذه الإبادة عن أكثر من 70 ألف قتيل فلسطيني، وما يفوق 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في القطاع، مع تكلفة إعادة إعمار قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
ويسود منذ 10 أكتوبر الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، غير أن الأخيرة تواصل خرقه يوميًا، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين، فضلًا عن استمرار تقييد إدخال المواد الغذائية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة.





