مقالات وآراء

ماهر المذيوب: “النهضة” بين إرث حكم الاستثناء وزحف الاحتلال – خيار “عدم التصدُّر” في عالم متوحش

أكد ماهر المذيوب، أن حزب حركة النهضة يقف اليوم أمام استحقاق وطني وتاريخي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، أبرزها نهاية مرحلة الاستثناء السياسي في تونس، وتصاعد المخاطر المرتبطة بما وصفه بـ”العصر الإسرائيلي الزاحف”.

وفي بيان مطول نشره الجمعة 12 ديسمبر 2025، دعا المذيوب إلى قراءة عاقلة وذكية لدور حركة النهضة القادم، مشددًا على أن “عدم التصدّر” كان خيارًا استراتيجيا حكيما زمن الانقلاب، لكنه لا يمنع العودة إلى الفعل الوطني المنظّم والواعي بعد انقشاع الغبار.

حزب مدني وطني 100% لا يرتبط بالخارج

أكد المذيوب أن حركة النهضة هي حزب تونسي مدني وقانوني مئة بالمئة، لم يرتبط في أي يوم بدولة أجنبية أو تنظيم دولي أو إقليمي، بل لعب دورًا محوريًا بعد الثورة في حماية الدولة ومؤسساتها، ودفع أثمانًا باهظة من أجل ترسيخ مسار الجمهورية الثانية.

وأوضح أن الحركة:

  • لم تحمل السلاح
  • لم تزور الانتخابات
  • لم تعتد على المال العام
  • ولم تقترب من أعراض الناس أو خزانة الدولة

بل ظلّ أبناؤها أوفياء لمبادئهم، يدفعون من أعمارهم ومستقبلهم، ويواجهون التهميش والمنفى والسجون، دون التورط في الفوضى أو الفتن، قائلًا: “قد يخطئون… لكن لا شيء فوق تونس إلا الله الواحد القهار”.

الغنوشي: زعيم الفكر والكرامة

خصص المذيوب فقرة مؤثرة عن الزعيم راشد الغنوشي، واصفًا إياه بأنه “رجل فكر وتضحية، واسم بارز في الإصلاح والتجديد الإسلامي المعاصر”، وقال إنه اليوم في عمر 84 عامًا، قضى منها قرابة ألف يوم في الاعتقال منذ 17 أبريل 2023، فقط لأنه “رفض الانقلاب ودافع عن التعايش”.

وتابع: “سيخرج قريبًا، مرفوع الرأس، عائدًا إلى بيته وبلدته… ليمارس دوره الأخلاقي في الدفاع عن الكرامة والحرية وحقوق المسلم المعاصر”، مؤكدًا أن الغنوشي اليوم “أعلى من المناصب وأسمى من الصراعات الصغيرة”.

شعب النهضة… ذاكرة العطاء ورفض الفتنة

قال المذيوب إن ما يميز أبناء النهضة أنهم:

  • عاشوا مرارات السجون والمنافي
  • وقدموا رحيق شبابهم دفاعًا عن تونس وهويتها
  • ورفضوا دائمًا إشعال الفتن رغم الكلفة الباهظة

وأضاف أن “شعب النهضة اختار عدم التصدّر حين سادت الفوضى”، لكنه اليوم يعود “أقوى، أذكى، وأكثر إخلاصًا”، بعد أن عبر نفق الظلمة محافظًا على مبادئه، ومبتعدًا عن الفوضى والخطاب العدواني.

الختام: الاعتدال والهوية الوطنية

في ختام بيانه، أكد المذيوب أن خليفة راشد الغنوشي الحقيقي ليس شخصًا أو منصبًا، بل هو “الأفكار المعتدلة والمستنيرة والوطنية التي رسّخها الغنوشي”، والتي تظل أمانة في عنق كل تونسي مؤمن بالمدنية والديمقراطية والهوية الجامعة.

وقال: “إننا في لحظة تحتاج إلى وعي عميق، وفهم دقيق لدور النهضة القادم في زمن تتوحش فيه الأنظمة، وتتصاعد فيه نيران التطبيع، وتُغتال فيه الهويات”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى