العالم العربي

السعودية تجدد رفضها أي تشكيلات عسكرية خارج سلطة الدولة في حضرموت

جدد رئيس الوفد السعودي إلى حضرموت، محمد القحطاني، رفض المملكة القاطع لأي تشكيلات عسكرية تعمل خارج إطار الدولة والسلطة المحلية في محافظة حضرموت شرقي اليمن، مؤكداً دعم الرياض لشرعية المؤسسات الرسمية وتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم الأمنية والإدارية.

جاء ذلك خلال سلسلة لقاءات عقدها الوفد السعودي، اليوم، مع قيادة السلطة المحلية بحضرموت، ومرجعيات اجتماعية وقبلية وبرلمانية، في إطار زيارة رسمية بدأت مطلع ديسمبر الجاري، وتهدف إلى تثبيت التهدئة وبسط الأمن في المحافظة.

وأوضح بيان للسلطة المحلية أن اللقاءات ركزت على إحلال القوات الحضرمية محل القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في وادي حضرموت، وتعزيز الإشراف المباشر للسلطة المحلية على الملفين الأمني والخدمي، بما يحفظ السلم الاجتماعي ويمنع الانزلاق إلى مواجهات مسلحة.

وأكد القحطاني أن موقف السعودية يستند إلى علاقات تاريخية وروابط اجتماعية وجوار جغرافي وثيق مع حضرموت، مشدداً على أن المملكة ترفض بشكل واضح أي كيانات أو قوات مسلحة خارج إطار الدولة ومؤسساتها الشرعية في المحافظة.

وأشاد رئيس الوفد السعودي بموقف قيادات وأعيان حضرموت، مثمناً ما وصفه بـ«الحكمة وضبط النفس» وتغليب المصلحة العامة، وحرصهم على تجنب التصعيد المسلح والحفاظ على أمن واستقرار المحافظة ووحدة نسيجها الاجتماعي.

وتأتي هذه التحركات في أعقاب توترات ميدانية شهدتها حضرموت مؤخراً، أعقبت انتشاراً واسعاً لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في مواقع استراتيجية بالمحافظة، تخللته مواجهات محدودة مع حلف قبائل حضرموت، أسفرت عن سقوط قتلى من الجانبين قبل التوصل إلى تهدئة بوساطة سعودية.

وفي السياق ذاته، جدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن، رشاد العليمي، مطالبته بسحب جميع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، مشيداً بالدور السعودي في خفض التصعيد وتعزيز دور السلطات المحلية في حماية السلم الاجتماعي ورعاية مصالح المواطنين.

في المقابل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عزمه تعزيز سيطرته الأمنية في شرقي اليمن، مؤكداً تمسكه بمشروع دولة فيدرالية جنوبية، في موقف يتقاطع مع رفض محلي واسع لأي وجود عسكري لا يخضع لسلطة الدولة في حضرموت.

ويُعد حلف قبائل حضرموت كياناً محلياً تأسس عام 2013، وينادي بالحكم الذاتي للمحافظة، ويؤكد استقلاله عن كل من الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، في ظل تصاعد التنافس على النفوذ في واحدة من أهم المحافظات اليمنية الغنية بالنفط والموارد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى