مصر تعلن اكتشاف بقايا أحد معابد الشمس في أبو غراب يعود إلى 4500 عام

أعلنت القاهرة اكتشاف بقايا أحد معبدي الشمس المعروفين في مصر القديمة، ويعود تاريخه إلى نحو 4500 عام، وذلك خلال أعمال حفائر بمنطقة أبو غراب بمحافظة الجيزة، في كشف أثري جديد يُسلّط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ الدولة القديمة.
وأوضحت وزارة السياحة والآثار أن البعثة الأثرية الإيطالية العاملة في المنطقة كشفت عن بقايا معبد الوادي للمجموعة الشمسية الخاص بالملك ني أوسر رع من عصر الأسرة الخامسة، وذلك ضمن أعمال التنقيب الجارية بالموقع.
وحكم ملوك الأسرة الخامسة مصر لنحو 150 عامًا (2494 ق.م – 2345 ق.م)، واحتلت معابد الشمس مكانة دينية بارزة في تلك الفترة، لارتباطها بعبادة إله الشمس رع وفق المعتقدات المصرية القديمة.
أهمية الكشف الجديد
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، محمد إسماعيل خالد، أن هذا الكشف يُعد بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أنه يمثل أحد معبدي الشمس الاثنين المعروفين حتى اليوم.
وأوضح أن البعثة نجحت للمرة الأولى في الكشف عن أكثر من نصف المعبد، الذي يُعد مبنى ضخمًا تتجاوز مساحته 1000 متر مربع، ويمتاز بتخطيط معماري فريد يجعله من أبرز معابد الوادي في جبانة منف.
وأشار خالد إلى أن عالم المصريات الألماني لودفيغ بورخارت كان قد حدد موقع المعبد عام 1901، إلا أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية آنذاك حال دون تنفيذ حفائر موسعة في الموقع.
من جانبه، قال رئيس قطاع الآثار المصرية محمد عبد البديع إن الحفائر كشفت عن مدخل المعبد المغطى بطبقة سميكة من طمي النيل بارتفاع يقارب 1.20 متر، إضافة إلى العثور على الأرضية الأصلية للمدخل، وقاعدة عمود من الحجر الجيري، وبقايا عمود دائري من الجرانيت يُرجّح أنه كان جزءًا من الرواق الرئيسي.
كما عثرت البعثة على أجزاء من الكسوة الحجرية الأصلية لجدران الممر بين بوابة المدخل والطريق الصاعد، إلى جانب عدد من العناصر المعمارية التي وُجدت في مواقعها الأصلية داخل المعبد، من بينها أعتاب وأبواب من الجرانيت.
دلالات أثرية مهمة
وأشارت الدراسات الأولية إلى أن المعبد، بعد انتهاء دوره كمكان للعبادة الملكية، تحول إلى منطقة سكنية صغيرة خلال عصر الانتقال الأول، وهو ما يوفر مصدرًا جديدًا لفهم طبيعة الحياة اليومية في جبانة منف خلال فترة تُعد من أقل الفترات توثيقًا في تاريخ مصر القديمة.
ويُعد عصر الانتقال الأول من الفترات التاريخية المهمة، ويمتد بين عامي 2181 ق.م – 2055 ق.م.
وأكدت الوزارة أن البعثة الأثرية الإيطالية تستعد لاستكمال أعمالها خلال المواسم المقبلة، بهدف استكشاف مزيد من عناصر الموقع، والكشف عن تفاصيل جديدة تُسهم في فهم نشأة وتطور معابد الشمس في مصر القديمة.

