العالم العربيفلسطين

منخفض «بيرون» يفاقم الكارثة الإنسانية في غزة: 11 وفاة ومفقود وخسائر بـ4 ملايين دولار

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن المنخفض الجوي القطبي الأخير «بيرون» أسفر عن وفاة 11 فلسطينيًا وفقدان شخص واحد جراء انهيار عدة مبانٍ مدمرة سابقًا، إلى جانب خسائر مادية أولية مباشرة تُقدَّر بنحو 4 ملايين دولار، مؤكدًا أن قطاع الخيام كان الأكثر تضررًا.

وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده مدير عام المكتب الحكومي إسماعيل الثوابتة في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح وسط القطاع، سلّط فيه الضوء على عمق الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، في ظل تداعيات المنخفض الجوي الذي استمر ثلاثة أيام.

وأوضح الثوابتة أن طواقم الدفاع المدني انتشلت جثامين 11 فلسطينيًا من تحت أنقاض نحو 13 مبنى كانت قد تعرضت لقصف سابق خلال حرب الإبادة، قبل أن تنهار بفعل الأمطار الغزيرة وظروف الطقس القاسية.

وأشار إلى أن عمليات البحث ما تزال جارية عن مفقود واحد تحت الأنقاض، دون حصر عدد الوفيات الناتجة عن البرد القارس، والتي أفادت مصادر طبية بوفاة ثلاث حالات من الأطفال والرضع نتيجة انخفاض درجات الحرارة.

وأكد المسؤول الحكومي أن قطاع الخيام كان الأكثر تضررًا، حيث جرى تسجيل تضرر وغرق 53 ألف خيمة بشكل كلي أو جزئي، إضافة إلى تلف الشوادر والأغطية البلاستيكية والمواد الأساسية داخلها.

وضمن إجمالي الخيام المتضررة، أوضح أن أكثر من 27 ألف خيمة تعرضت للغرق أو الانجراف في مناطق مختلفة من القطاع، ما أدى إلى تضرر أكثر من ربع مليون نازح من أصل نحو مليون ونصف المليون نازح يعيشون في خيام ومراكز إيواء بدائية لا توفر الحد الأدنى من الحماية.

وتطرق الثوابتة إلى الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، مشيرًا إلى انجراف مئات الشوارع الترابية والطرق المؤقتة داخل محافظات قطاع غزة، وتعطل خطوط نقل مياه مؤقتة، واختلاط المياه النظيفة بالطين.

وحذر من مخاطر التلوث وانتشار الأمراض بين النازحين، نتيجة انهيار حفر امتصاص مؤقتة أُنشئت في عشرات تجمعات النزوح المكتظة، فضلًا عن فقدان آلاف العائلات مخزونها من المواد الغذائية ومخزون الطوارئ في بعض مراكز الإيواء.

كما لفت إلى تضرر عشرات الدفيئات الزراعية البدائية التي تُعد مصدر رزق لآلاف العائلات، إلى جانب خسائر جسيمة في القطاع الصحي تمثلت في تضرر نقاط طبية متنقلة وفقدان أدوية ومستلزمات طبية.

وجدد الثوابتة التأكيد على أن الاحتلال يمنع إدخال 300 ألف خيمة وبيت متنقل إلى القطاع، ويُعيق إنشاء ملاجئ آمنة، ويواصل إغلاق المعابر أمام مواد الإغاثة والطوارئ، محمّلًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية القاسية التي يعيشها أكثر من مليون ونصف المليون نازح.

وطالب المجتمع الدولي والجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار بـالتحرك العاجل والضغط لفتح المعابر دون قيد أو شرط، وإدخال مواد الإيواء والخيام والبيوت المتنقلة ومستلزمات الطوارئ، وفق ما نص عليه البروتوكول الإنساني.

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار تداعيات حرب الإبادة التي خلّفت أكثر من 70 ألف قتيل ونحو 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار طال قرابة 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية في قطاع غزة، ما يجعل أي منخفض جوي أو ظرف مناخي قاسٍ عاملًا مضاعفًا للمأساة الإنسانية القائمة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى