العالم العربيمصر

العليمي يتمسك بانسحاب فوري لقوات “الانتقالي” من حضرموت والمهرة ويعدّه الخيار الوحيد للتعافي شرقي اليمن

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، الأحد، تمسكه بانسحاب فوري لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، معتبرًا أن ذلك هو الخيار الوحيد لإعادة تطبيع الأوضاع في المحافظات الشرقية، واستعادة مسار النمو والتعافي، وتعزيز الثقة مع مجتمع المانحين.

تحذير اقتصادي بعد تعليق أنشطة صندوق النقد

وجاءت تصريحات العليمي خلال اتصال هاتفي مع محافظ البنك المركزي اليمني أحمد غالب، تناول مستجدات الأوضاع الاقتصادية والنقدية، والتداعيات المحتملة لقرار صندوق النقد الدولي تعليق أنشطته في اليمن، على خلفية الإجراءات الأحادية التي نفذها المجلس الانتقالي في المحافظات الشرقية.

واعتبر العليمي أن تعليق أنشطة الصندوق يمثل جرس إنذار يؤكد أن الاستقرار السياسي شرط أساسي لنجاح أي إصلاحات اقتصادية في البلاد.

مساعٍ إقليمية لخفض التصعيد

وتطرق العليمي إلى جهود تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية والإمارات لخفض التصعيد وإعادة تطبيع الأوضاع في حضرموت والمهرة، مثمنًا دعم السعودية للموازنة العامة وتعزيز صمود مؤسسات الدولة، واستمرار التزاماتها تجاه المواطنين.

وجدد التأكيد على أن الانسحاب الفوري لكافة القوات الوافدة من خارج المحافظتين هو السبيل الوحيد لإعادة الاستقرار وتعافي الاقتصاد.

مواقف متباينة وتصعيد ميداني

ولم يصدر تعليق فوري من المجلس الانتقالي الجنوبي على تصريحات العليمي، إلا أن نائب رئيس المجلس أحمد بن بريك أكد، السبت، التمسك بالبقاء في حضرموت.

وفي إطار مساعي التهدئة، وصل وفد سعودي إماراتي إلى القصر الرئاسي في عدن، لبحث تطورات الأوضاع شرقي اليمن، عقب تجاهل مطالب الانسحاب من المناطق التي سيطر عليها المجلس الانتقالي مؤخرًا.

اشتباكات وسيطرة على حقول نفط

وفي 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، شنت قوات المجلس الانتقالي هجومًا على مواقع تابعة للمنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وفي اليوم التالي، وسّعت قواته عملياتها، وهاجمت مواقع لقوات “حلف قبائل حضرموت”، قبل أن تسيطر على عدد من حقول النفط، فارضة نفوذها على كامل وادي وصحراء حضرموت.

خلفية سياسية معقدة

ويأتي هذا التصعيد بعد وصول وفد سعودي إلى حضرموت في 2 ديسمبر، في محاولة لاحتواء التوتر في أكبر محافظات اليمن مساحة. كما واصل الوفد لقاءاته داعيًا إلى انسحاب قوات المجلس الانتقالي من حضرموت والمهرة.

وكان العليمي قد اتهم، في تصريحات سابقة، المجلس الانتقالي بتنفيذ تحركات عسكرية أحادية تقوض الشرعية اليمنية.

ويُذكر أن المجلس الانتقالي الجنوبي تأسس عام 2017، ويدعو إلى انفصال جنوب اليمن وإعادة الأوضاع إلى ما قبل وحدة عام 1990، بينما تأسس “حلف قبائل حضرموت” عام 2013، مطالبًا بالحكم الذاتي للمحافظة، دون تبعيته للحكومة أو للمجلس الانتقالي.

وتعود جذور الأزمة إلى الوحدة الطوعية التي أُعلنت في 22 مايو/ أيار 1990، قبل أن تعاود الخلافات السياسية والدعوات الانفصالية الظهور، لا سيما مع اندلاع الحرب في اليمن عام 2015.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى