رئيس الوزراء السوداني يدعو لتصنيف «الدعم السريع» جماعة إرهابية بعد استهداف مقر أممي في كادوقلي

دعا رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع «جماعة إرهابية»، على خلفية استهداف مقر بعثة الأمم المتحدة في مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان جنوبي البلاد، في هجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وأدان إدريس الهجوم بأشد العبارات، معتبرًا استهداف منشأة أممية محمية بموجب القانون الدولي الإنساني «خرقًا جسيمًا» وانتهاكًا صارخًا للمواثيق الدولية، مؤكدًا أن ما جرى يمثل تصعيدًا خطيرًا وسلوكًا إجراميًا يرقى إلى عمل إرهابي منظم، ويكشف عن استخفاف متعمد بالقانون الدولي وتهديد مباشر لعمل البعثات الإنسانية والدولية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن حماية المنشآت الأممية والعاملين في المجال الإنساني مسؤولية قانونية وأخلاقية، داعيًا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إلى اتخاذ مواقف حازمة وإجراءات رادعة، تضمن حماية المدنيين والأعيان المدنية والخدمية، ومحاسبة المسؤولين عن الهجوم وفق القانون الدولي.
وفي السياق ذاته، أعلن الجيش السوداني مقتل 6 أشخاص وإصابة 7 آخرين جراء هجوم بثلاثة صواريخ أطلقتها طائرة مسيّرة، قال إنها تابعة لقوات الدعم السريع، واستهدفت مقر البعثة الأممية في كادوقلي، واصفًا الهجوم بأنه «عمل إجرامي» وانتهاك صارخ للقانون الدولي والإنساني والقرارات الأممية التي تحمي قوات حفظ السلام والمنشآت التابعة للأمم المتحدة.
وأكد متحدث الجيش أن الاعتداء يكشف بوضوح عن النهج التخريبي لقوات الدعم السريع والجهات التي تقف خلفها، مشددًا على أن استهداف قوات حفظ السلام يمثل تجاوزًا خطيرًا للخطوط الحمراء الدولية.
في المقابل، نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن الهجوم، ووصفت الاتهامات بأنها «باطلة ومفبركة»، مؤكدة أن ما يُتداول بشأن استهداف مقر الأمم المتحدة بطائرة مسيّرة يندرج ضمن محاولات لتلفيق اتهامات تهدف إلى تشويه صورتها.
ويُعد هذا الهجوم الأول من نوعه الذي يستهدف بعثة الأمم المتحدة المنتشرة في منطقة «أبيي» المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023.
وتأسست بعثة «يونيسفا» في يونيو 2011، وتُكلف برصد التوتر بين السودان وجنوب السودان، مع تفويض باستخدام القوة لحماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني داخل منطقة أبيي، التي تتمتع بوضع خاص بموجب اتفاقية السلام الشامل.
وتعاني مدينة كادوقلي من حصار وهجمات متكررة بالمدفعية والطائرات المسيّرة منذ الشهور الأولى للحرب، وسط أوضاع إنسانية متدهورة، فيما تشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث اشتباكات عنيفة خلال الأسابيع الأخيرة، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف.
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان مع استمرار الحرب الدائرة منذ أبريل 2023، على خلفية الخلاف حول توحيد المؤسسة العسكرية، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.





