البرهان يبدأ زيارة إلى السعودية في ظل تصاعد الحرب بالسودان
بدأ رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، الاثنين، زيارة رسمية إلى المملكة العربية السعودية، في وقت تشهد فيه البلاد تصاعدًا في وتيرة الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن البرهان وصل إلى العاصمة الرياض على رأس وفد مرافق، دون أن تكشف عن مدة الزيارة أو جدول أعمالها.
ولم تصدر حتى الآن إفادة رسمية من الجانب السوداني توضح أهداف الزيارة أو الملفات المطروحة للنقاش، في ظل ترقب واسع لما قد تحمله من تطورات سياسية تتعلق بالأزمة السودانية.
زيارة في سياق حرب متواصلة
وتأتي زيارة البرهان في وقت يخوض فيه الجيش السوداني حربًا دامية مع “قوات الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023، على خلفية خلافات حول المرحلة الانتقالية وترتيبات توحيد المؤسسة العسكرية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح نحو 13 مليون شخص، وفق تقديرات أممية.
وتسببت الحرب في تفاقم الأوضاع الإنسانية، ودخول مناطق واسعة من البلاد في دائرة المجاعة، وسط تحذيرات دولية من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
دور سعودي سابق في الوساطة
وسبق أن قادت السعودية، بالشراكة مع الولايات المتحدة، جهود وساطة بين الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع”، عبر محادثات استضافتها مدينة جدة، إلا أن تلك الجهود لم تنجح في التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أعرب البرهان عن شكره لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفية حديثه عن السودان خلال زيارة إلى واشنطن ولقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أن ذلك الحديث “أوضح الصورة الحقيقية لما يجري في السودان”.
كما أشاد البرهان حينها بمبادرات وجهود ولي العهد السعودي لتحقيق السلام، مؤكدًا تعاطيه معها بما يتيح إنهاء الحرب بـ”الطريقة المثالية التي تريح كل السودانيين”.
تحركات أمريكية وتوقعات باختراق محتمل
وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر تولي ملف إنهاء الحرب في السودان شخصيًا، في خطوة أثارت توقعات بإمكانية تحقيق اختراق سياسي في مسار الأزمة خلال الفترة المقبلة.
ويترقب مراقبون ما إذا كانت زيارة البرهان إلى السعودية ستسهم في تنشيط الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى وقف الحرب، أو الدفع نحو مسار سياسي جديد ينهي الصراع المستمر ويخفف من الكارثة الإنسانية التي يعيشها السودان.
