مقالات وآراء

معصوم مرزوق يكتب: اقتربت الساعة

التحايل على المعايش.. حرفة أهل مصر عبر قرون العذاب!

ولكن، لكل انتظار زمن، ولكل صبر ثمن، ولكل تائهٍ وطن.

قيل: “صبر استراتيجي”، رغم أن الصبر بطبيعته “تكتيكي” ويستحيل أن يكون “استراتيجي”.. فهو تكتيك التحايل على المعايش، وهو خيط له بداية وله نهاية.

مثلًا: “اصبر على جار السوء، يا يرحل يا تجيه مصيبة ترفعه”.. إذن هو صبر موقوت، محسوب، ولا يمكن أن يكون “حكاية العمر كله”.

“التحايل” تكنيك مجرّب، متعدد المقاسات، يناسب كل الأغراض، وبعضه “تقية”، وأكثره “رهبة”، ولكن منه في الأسواق “النفاق” و”الكذب” و”شهادة الزور”.

لوحة دالة يسودها اللون الأسود، يتكاثف فيها عدد من الغربان والبوم فوق أسطح المدينة، تغطي أطباق “الدِّش”، بينما يتمدد صدى النعيق يسمّم الهواء.

قيل: “إذا كان الغراب دليل قوم، فبشرهم بالخراب”.. قاعدة لا تخيب أبدًا، وآثارها متمددة عبر خرائب التاريخ وفساد الأزمنة.

السلام يختلف عن الاستسلام، ولا يعني الوقوع في حفرة “الانهزام المزمن”، والحرب ليست خيارًا هيّنًا، لكنها تصبح فرض عين إذا كان البديل هو الهوان.

اليأس مرض معدٍ، والكآبة ميراث كل عاجز عن الفرح.

يا أيها الواقفون هناك عند النواصي الأربعة، مثل خيل كسيح بلا نبض أو خيال، استيقظوا، تنبّهوا أو توقفوا عن “البرجسة”، واخلعوا ذلك الطيلسان، واكسروا سيوفكم.

“نامت نواطيرُ مصر عن ثعالبها، فقد بشمن وما تفنى العناقيد”، كما قال المتنبي.

سبحان من له الدوام.

سلامٌ.. سلام.

…انفض السمر، وانشق القمر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى