انطلاق المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية ـ الإفريقية في القاهرة
انطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية ـ الإفريقية، بمشاركة واسعة من وزراء ومسؤولين يمثلون أكثر من 50 دولة إفريقية، إلى جانب عدد من رؤساء المنظمات الإقليمية.
وشهدت الجلسة الافتتاحية مشاركة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، حيث ناقش المؤتمر آفاق تعزيز التعاون الروسي الإفريقي في مختلف المجالات.
وأكد وزير الخارجية المصري في كلمته الافتتاحية اعتزاز مصر بالشراكة القائمة بين روسيا والدول الإفريقية، مشددًا على الالتزام ببناء نظام دولي أكثر عدلًا واستقرارًا، يقوم على احترام القانون الدولي وتحقيق المصالح المشتركة.
وأضاف أن مصر تولي اهتمامًا خاصًا بملفات التنمية وإعادة الإعمار في القارة الإفريقية، وتعمل على حشد التمويل للمشروعات التنموية، وتعزيز التكامل مع الشركاء، مع التأكيد على أهمية تسوية النزاعات بالطرق السلمية ورفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول.
الموقف من القضية الفلسطينية
وفي الشأن الفلسطيني، جدّد عبد العاطي تأكيد دعم مصر الكامل لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ورفضها القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددًا على دعم إعادة إعمار قطاع غزة، ورفض أي محاولات لتغيير الواقع الجغرافي أو الديموغرافي في القطاع.
ويأتي ذلك في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عقب حرب استمرت عامين وأسفرت عن سقوط عشرات الآلاف من القتلى والجرحى الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب دمار واسع قدرت كلفة إعادة إعماره بنحو 70 مليار دولار.
ورغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لا تزال إسرائيل تواصل خرق البروتوكول الإنساني، من خلال تقليص كميات المساعدات المسموح بدخولها إلى القطاع مقارنة بما تم الاتفاق عليه.
التعاون الروسي الإفريقي
من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي أن الدول الإفريقية تلعب دورًا محوريًا على مختلف المستويات، مشيرًا إلى دعم بلاده لإفريقيا في المجالات التنموية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى التعاون في مواجهة التطرف وتعزيز الاستقرار.
ويناقش المؤتمر سبل تطوير التعاون المشترك في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية، إلى جانب القضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، بما يسهم في دعم جهود السلم والتنمية، وتعزيز شراكة روسية ـ إفريقية مستدامة تحقق المصالح المشتركة.
يُذكر أن النسخة الأولى من المؤتمر عُقدت في نوفمبر 2024 بمدينة سوتشي الروسية، بينما استضافت القاهرة الأعمال التحضيرية للنسخة الثانية قبل انطلاقها رسميًا.
