العالم العربيترجمات

«لوموند»: تحت الضغوط إسرائيل توقّع اتفاقًا جديدًا للغاز مع مصر

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن إسرائيل وقّعت اتفاقًا مهمًا لتصدير الغاز الطبيعي إلى مصر، بعد تأجيل دام عدة أشهر، نتيجة ضغوط سياسية وأمنية متصاعدة، على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة والتوترات الإقليمية المرتبطة بها.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير نُشر ضمن قسم الجغرافيا السياسية، أن توقيع الاتفاق جاء بعد فترة من الجمود والتردد، بسبب تدهور المناخ السياسي بين الطرفين منذ اندلاع الحرب على غزة، وما تبعها من غضب شعبي ورسمي واسع في المنطقة، وضع القاهرة في موقف بالغ الحساسية، وأجبر تل أبيب على تقديم تنازلات لتأمين استمرار تصدير الغاز.

تأجيل بسبب حرب غزة

وذكرت «لوموند» أن الاتفاق كان مطروحًا منذ عدة أشهر، غير أن توقيعه تأجل مرارًا بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، التي جعلت أي تعاون اقتصادي أو طاقوي مع إسرائيل محل انتقادات سياسية وشعبية حادة، لا سيما في مصر، التي تلعب دورًا محوريًا في ملف الوساطة والتهدئة.

وأضافت الصحيفة أن الضغوط لم تكن سياسية فقط، بل شملت أيضًا مخاوف أمنية تتعلق باستقرار إنتاج الغاز ونقله، إضافة إلى ضغوط اقتصادية داخل إسرائيل، حيث يمثل الغاز أحد أهم مصادر الدخل الاستراتيجي في ظل الأزمة التي تعصف بالاقتصاد الإسرائيلي.

مصر… بوابة التصدير الوحيدة

وأشارت «لوموند» إلى أن مصر تمثل المنفذ شبه الوحيد أمام إسرائيل لتصدير غازها إلى الأسواق الخارجية، بفضل امتلاكها بنية تحتية متقدمة لتسييل الغاز الطبيعي، خاصة محطتي إدكو ودمياط، وهو ما يمنح القاهرة وزنًا تفاوضيًا كبيرًا في أي اتفاق طاقوي إقليمي.

وأكد التقرير أن هذا الواقع فرض على إسرائيل القبول بشروط الاتفاق، خشية فقدان قدرتها على تصدير الغاز، في وقت تسعى فيه للحفاظ على موقعها كمورّد طاقة في شرق المتوسط.

أبعاد سياسية تتجاوز الاقتصاد

ورأت الصحيفة أن الاتفاق، رغم طابعه الاقتصادي، يحمل أبعادًا سياسية واضحة، إذ يعكس سعي إسرائيل إلى كسر العزلة المتزايدة التي تواجهها منذ بدء الحرب على غزة، ومحاولة إظهار أن علاقاتها الإقليمية الأساسية لم تتأثر كليًا بالتصعيد العسكري.

في المقابل، اعتبرت «لوموند» أن القاهرة تعاملت مع الملف من زاوية براغماتية، تفصل فيها بين القضايا السياسية والاعتبارات الاقتصادية، مع الحرص في الوقت نفسه على عدم الظهور بمظهر الداعم غير المشروط لإسرائيل، في ظل الغضب الشعبي العربي الواسع.

تفاصيل غير معلنة

ولفت التقرير إلى أن تفاصيل الاتفاق، سواء ما يتعلق بالكميات المصدّرة أو مدة العقد أو العوائد المالية، لم تُكشف رسميًا حتى الآن، ما يعكس حساسية الملف، ورغبة الطرفين في إبقاء بعض بنوده بعيدًا عن الأضواء في هذه المرحلة.

وأضافت الصحيفة أن الاتفاق يعكس بوضوح كيف تحوّل الغاز في شرق المتوسط إلى أداة سياسية بامتياز، تُستخدم لتخفيف الضغوط أو موازنتها، وليس مجرد مورد اقتصادي.

سياق إقليمي مضطرب

وختمت «لوموند» تقريرها بالتأكيد على أن توقيع الاتفاق جاء في لحظة إقليمية شديدة الاضطراب، حيث تسعى الأطراف المختلفة إلى تحصين مصالحها الاستراتيجية، وتجنب انفجار أزمات إضافية في أسواق الطاقة، وسط استمرار الحرب على غزة وتداعياتها الإقليمية والدولية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى