السيسي: لا مشكلة لمصر مع إثيوبيا ومطلبنا عدم المساس بحقوقنا في مياه النيل

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن بلاده لا تواجه أي مشكلة مع إثيوبيا، مؤكدًا أن المطلب الأساسي للقاهرة يتمثل في عدم المساس بحقوقها التاريخية في مياه حوض نهر النيل، والتوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن السد الإثيوبي.
جاء ذلك خلال استقبال السيسي، في القاهرة، الوزراء ورؤساء الوفود الإفريقية المشاركين في منتدى الشراكة الروسية الإفريقية، وفق بيان صادر عن الرئاسة المصرية.
وأوضح السيسي أن سياسة مصر الخارجية ثابتة، وتقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى أو زعزعة استقرارها، مشددًا على أن القاهرة، رغم الخلافات القائمة مع إثيوبيا، لم توجه يومًا أي تهديد لها، انطلاقًا من إيمانها بأن النزاعات تُحل عبر الحوار والوسائل السياسية.
خلافات حول سد النهضة
ويأتي ذلك في ظل الخلافات المستمرة بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي، الذي بدأ بناؤه عام 2011، حيث تطالب القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق ثلاثي قانوني وملزم ينظم عملية الملء والتشغيل.
في المقابل، ترى إثيوبيا أن الأمر لا يستلزم توقيع اتفاق قانوني ملزم، وتؤكد أنها لا تعتزم الإضرار بمصالح أي دولة، وهو ما أدى إلى تعثر المفاوضات لعدة سنوات، قبل استئنافها عام 2023 ثم تجميدها مجددًا في 2024.
التعاون والاستثمارات في إفريقيا
وفي سياق متصل، أكد السيسي حرص مصر على توظيف مختلف أدوات التعاون المتاحة مع الدول الإفريقية، بما في ذلك تشجيع الشركات المصرية على توسيع استثماراتها وشراكاتها داخل القارة.
وأشار إلى أن إجمالي الاستثمارات المصرية في إفريقيا تجاوز 12 مليار دولار، فيما تخطى حجم التبادل التجاري حاجز 10 مليارات دولار، لافتًا إلى أن الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية نفذت أكثر من 700 برنامج تدريبي في مجالات متعددة، وفقًا لأولويات الدول الإفريقية الشقيقة.
وشدد الرئيس المصري على أهمية تحقيق واستدامة الاستقرار في المنطقة، وضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر، باعتبار ذلك عنصرًا أساسيًا من عناصر الأمن الإقليمي والدولي.
مؤتمر الشراكة الروسية الإفريقية
وكانت القاهرة قد شهدت، في وقت سابق السبت، انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية، بمشاركة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره الروسي سيرغي لافروف، إلى جانب مسؤولين يمثلون أكثر من 50 دولة إفريقية وعدد من رؤساء المنظمات الإقليمية.
ويناقش المؤتمر سبل تطوير التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية، إلى جانب القضايا المتعلقة بالأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، بما يدعم جهود السلم والتنمية ويعزز شراكة روسية ـ إفريقية مستدامة تحقق المصالح المشتركة.
يُذكر أن النسخة الأولى من المؤتمر عُقدت في نوفمبر 2024 بمدينة سوتشي الروسية.


