أنور. الرشيد يكتب :اليسار العربي كلاكيت ثاني مرة

من الواضح بأن اليسار العربي لا يزال عالقا في القرن الماضي، كثيرا ما بينت حقيقة ما تعرض ولا يزال يتعرض له الشعب الجنوبي، ورغم ذلك لا زلت أتلقى رسائل من شخصيات أكنّ لها كل التقدير والاحترام تطالبني بوقف تشطير المُشطر

لا أعرف حقيقة فيما إذا كان صاحبي يقرأ ما أكتبه عن الجنوب من سنوات أم لا؟! ولا أعرف فيما إذا كان قد قرأ مقالي عن مأزق اليسار العربي الذي يتخبط في مواقفه، يقف مع مستبد، ويطالب بحرية الشعوب!!!

مثلما شاهدنا موقف جورج حبش القومي اليساري أو موقف بن بيلا مع صدام حسين، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر بكل تأكيد وإن أردنا استعراض مآزق وليس مأزقًا لليسار العربي سأحتاج لمجلدات لا سيما من وقفوا مع القذافي.

أنا سبق وأعلنت بكل وضوح موقفي المبدئي بأني مع الشعوب مع الشعب الشمالي اليمني مثلما أنا مع الشعب الجنوبي، فالشعب الشمالي تعرض لأسوأ مصادرة لحريته عندما استولى الحوثي على السلطة حتى دون أن يأخذ رأي الشعب الشمالي بمعنى صادر الحوثي حرية أكثر من خمسة وعشرين مليون إنسان،

وبالطبع اليسار العربي لم يتطرق لهذا الأمر مطلقا بحجة أنه يقارع الصهاينة والتزم الصمت المطبق، وكأن مقارعة الصهاينة تعطيه الحق بمصادرة حق الشعب الشمالي الذي ثار على المستبد علي عبدالله صالح وصادر ثورته الحوثي واختزلها به و برفاقه فقط، ومثلما وقف اليسار مع صدام المستبد يقف مع الحوثي الذي لا يقل استبدادًا عن صدام.

مأزقكم يا رفاق، بحاجة لإعادة ضبط مصنع و إعادة برمجة جينية على ما يبدو، وإن زايدتم عليَّ بالقومية أو اليسار أو الليبرالية سأزايد عليكم بالمطالبة بالحرية للشعب الشمالي من الحوثي التي من الواضح بأنكم لم تعيشوها يوما ما؛

لذلك ترون كل من يغرد خارج القفص اليساري حتى وإن اعلن بأنه ليبرالي يساري فهو يغرد خارج السرب، وهذا أجزم بأنه نتيجة لتراكم مراحل الاستبداد طبقات طبقات الذي لم يترك لكم مجالًا غير أن تجدوا الحل للتخلص من الاستبداد بالاستبداد.

كفانا الله وإياكم من شرور الاستبداد، فهل تدركون ما أنتم به أم لا زلتم عالقين بخمسينيات القرن الماضي؟!
@anwar_alrasheed