من هو رئيس أركان الجيش الليبي محمد الحداد؟ مسيرة عسكرية انتهت بحادث مأساوي

البيانات الأساسية
الاسم الكامل: محمد الحداد
تاريخ الميلاد: 1966
العمر عند الوفاة: 59 عامًا
محل الميلاد: مدينة مصراتة – غرب ليبيا
الرتبة العسكرية: فريق أول ركن
المنصب الأخير: رئيس أركان الجيش الليبي
تاريخ التعيين: 2020
جهة التعيين: القائد الأعلى للجيش الليبي آنذاك، رئيس المجلس الرئاسي السابق فائز السراج
النشأة والمسار العسكري
وُلد محمد الحداد في مدينة مصراتة، إحدى أبرز المدن الليبية ذات الثقل العسكري. التحق بالكلية العسكرية في طرابلس عام 1985، وتخرج فيها ليبدأ مسيرة طويلة داخل المؤسسة العسكرية الليبية، تدرّج خلالها في المناصب والرتب.
برز اسمه مبكرًا كأحد الضباط المحترفين المنضبطين، وارتبطت مسيرته بالميدان أكثر من السياسة، وهو ما أسهم لاحقًا في قبوله كشخصية جامعة لدى أطراف متعددة.
المناصب والمهام البارزة
قبل توليه رئاسة الأركان، شغل محمد الحداد عدة مواقع محورية، أبرزها قائد المنطقة العسكرية الوسطى، وقائد لواء الحلبوص، أحد أكبر وأقوى التشكيلات العسكرية في مدينة مصراتة.
وفي عام 2020، صدر قرار بترقيته إلى رتبة فريق أول ركن، وتكليفه رسميًا بمنصب رئيس أركان الجيش الليبي، خلفًا للفريق ركن محمد المهدي الشريف.
دوره في توحيد المؤسسة العسكرية
يُعد محمد الحداد من أبرز الداعمين لمشروع توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، في ظل الانقسام الحاد بين الشرق والغرب منذ سنوات.
بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه منصبه، التقى بقائد أركان قوات الشرق الفريق عبد الرازق الناظوري في مدينة سرت، في خطوة اعتُبرت حينها محاولة جادة لإنهاء الانقسام العسكري.
كما شارك بفاعلية في أعمال اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، التي تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف في أكتوبر 2020.
وخلال هذه المرحلة، التزم الحداد بخطاب مهني هادئ، ولم يُسجل له أي تصريحات عدائية تجاه الطرف الآخر، ما عزز صورته كضابط توافقي.
العلاقات العسكرية الدولية
عمل الحداد على بناء شبكة علاقات عسكرية خارجية بهدف إعادة هيكلة الجيش الليبي وتعزيز قدراته القتالية والتنظيمية.
أجرى عدة زيارات رسمية إلى تركيا، من بينها زيارة في أغسطس 2021، شملت تفقد فرقاطة تركية قبالة السواحل الليبية ضمن مهام عسكرية وبروتوكولية.
وفي عام 2023، ساهم في إبرام اتفاق عسكري مع إيطاليا لتدريب القوات الخاصة الليبية، كما التقى في يوليو 2024 قيادات من القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا “أفريكوم”، لبحث دعم توحيد المؤسسة العسكرية وتعزيز أمن الحدود.
حضوره في الأحداث المفصلية
برز اسم محمد الحداد خلال التصدي للهجوم على طرابلس عام 2019، وشارك في احتواء عدد من الصراعات العسكرية التي شهدتها العاصمة ومناطق غرب ليبيا.
كما لعب أدوارًا مؤثرة، بعضها غير معلن، في تهدئة النزاعات بين التشكيلات المسلحة، ما جعله من الشخصيات المؤثرة في المشهدين العسكري والسياسي داخل حكومة الوحدة الوطنية.
حادث الوفاة
في 24 ديسمبر 2025، لقي الفريق أول ركن محمد الحداد مصرعه مع أربعة من مرافقيه، إثر تحطم طائرة أثناء عودتهم من أنقرة إلى طرابلس.
وأعلنت السلطات التركية العثور على حطام الطائرة قرب قرية كسيك كاواك التابعة لقضاء هايمانا، على بُعد نحو كيلومترين من موقع الإقلاع من مطار أسن بوغا في أنقرة.
وضمت قائمة الضحايا رئيس أركان القوات البرية الفريق ركن الفيتوري غريبيل، ومدير جهاز التصنيع العسكري العميد محمود القطيوي، ومستشار رئيس الأركان محمد العصاوي دياب، والمصور الإعلامي محمد محجوب.
ردود الفعل والحداد الرسمي
نعى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الراحل ومرافقيه، واصفًا الحادث بالخسارة الكبيرة للوطن والمؤسسة العسكرية.
وأعلنت الحكومة الليبية الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام في عموم البلاد، مع إيفاد وفد رسمي إلى أنقرة للوقوف على ملابسات الحادث.
خلاصة
مثّل محمد الحداد نموذجًا نادرًا في المشهد الليبي، كضابط مهني بعيد عن الاستقطاب، وشخصية توافقية سعت لتوحيد الجيش لا تسييسه.
وبرحيله، فقدت ليبيا أحد أبرز وجوه مرحلة ما بعد الانقسام داخل مؤسستها العسكرية.





