حسام بدراوي: «ما كنتُ أقوله عن التعليم منذ أكثر من عشر سنوات، ما زال صالحًا لأن يُقال اليوم دون تغيير».

أكد الدكتور حسام بدراوي أن رؤيته لقضية التعليم في مصر، التي طرحها قبل أكثر من عشر سنوات، لا تزال صالحة للتطبيق اليوم، مشيرًا إلى أن جوهر الأزمة لم يتغير، وأن المشكلة لم تكن يومًا في نقص الرؤى بقدر ما هي في غياب الإرادة السياسية لتنفيذها.
التعليم في مصر… المشكلة ليست في الرؤية بل في الإرادة
ما كُتب عن التعليم عام 2000 يمكن أن يُقال اليوم بالحرف تقريبًا، وكأن الزمن لم يتحرّك. فجوهر الأزمة لم يتغير: محور التعليم هو المعلم، لا المباني، ولا الأجهزة، ولا الشعارات.
المعلم هو القوة البشرية الرئيسية في أي مشروع إصلاحي حقيقي. نحن نتحدث عن منظومة قادرة سنويًا على تخريج نحو 83 ألف معلم من كليات التربية، أي أن الدولة خلال أربع إلى خمس سنوات فقط يمكنها ضخ ما بين 300 إلى 400 ألف معلم جديد، إذا جرى إعدادهم وفق منهجية واضحة، متفق عليها، ومنسجمة مع رؤية وطنية حقيقية للمستقبل.
من الرؤية إلى السياسات… الحلقة المفقودة
المفترض أن تتحول أي رؤية وطنية للتعليم إلى مبادرات وسياسات تنفيذية تضعها الحكومات، لا أن تبقى حبرًا على ورق. كل محور تعليمي يجب أن يُترجم إلى قرارات، لا إلى مؤتمرات.
لكن ما نراه هو العكس: إدارة تعليمية شديدة المركزية، وتوجّه نحو مركزية القرار دون كفاءة تشغيلية حقيقية، مع جهاز إداري متضخم في وزارة التربية والتعليم، يستهلك الجهد والموارد دون عائد حقيقي على جودة التعليم.
رقمنة التعليم ليست أجهزة
الرقمنة ليست “أجهزة تُشترى”، بل عقلية تُبنى.
هي تفكير رقمي، ومبادرة رقمية، وإدارة رقمية، وتعامل رقمي بين:
- الإدارة التعليمية
- المعلمين
- الطلاب
أما الاكتفاء بشراء أدوات دون تغيير المنهجية، فهو إهدار للمال العام لا أكثر.
بناء الشخصية… الدور الغائب
أهم ما ورد في أي تصور جاد للتعليم هو بناء الشخصية.
شخصية شاب أو شابة:
- مؤمنين بتاريخ بلدهم
- محترمين حاضرها
- لديهم أمل حقيقي في مستقبلها
- واعين بالتعددية داخل المجتمع المصري
لكن هذه الشخصية لا تُبنى بالمنهج وحده.
إنها تُبنى بـ المعايشة داخل المؤسسة التعليمية.
المعايشة مع من؟ ومعنى المعايشة
المعايشة تكون مع المعلم، لا مع الكتاب فقط.
والمعايشة تعني:
- ممارسة رياضة
- نشاط ثقافي
- خدمة مجتمعية
- حضور منتظم داخل ساعات تمدرس واضحة
فإذا كان الطلاب لا يذهبون إلى المدرسة أصلًا، فكيف نخلق هذه المعايشة؟
وأين يمكن أن تتكوّن الشخصية التي نتحدث عنها؟
التعليم إصلاح سياسي
كل ما سبق ليس ملفًا إداريًا، بل إصلاح سياسي كامل.
لدينا إرادة كلامية، لكننا نفتقد الإرادة السياسية.
من يزور المدارس في القرى الفقيرة يرى الحقيقة بوضوح:
الأطفال والشباب المصريون جيدون جدًا بطبيعتهم، لكنهم يدخلون منظومة تعليمية ويخرجون بشخصيات أخرى، أقل ثقة، وأقل أملًا، وأقل انتماءً.
قوة مصر الحقيقية
نحن نتحدث عن:
- نحو 65 مليون مواطن تحت سن 35
- وأكثر من 15 مليون طفل دون 16 عامًا
هذه قوة بشرية هائلة، تضاف إلى:
- موقع جغرافي
- بحار
- مصادر طاقة
- تاريخ
مصر تمتلك كل مقومات الدولة العظمى…
لكنها تحتاج فقط إلى تعليم بإرادة سياسية حقيقية، لا بإرادة خطابية.
https://drive.google.com/file/d/12lvQnrTde_mXTk6gSWiv_RJXThc2Jh8h/view







