العالم العربي

يسرائيل كاتس يجدد التهديد: إسرائيل لن تنسحب من غزة وسنقيم منطقة أمنية ومستوطنات شمال القطاع

جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الخميس، تهديداته العلنية بشأن مستقبل قطاع غزة، مؤكدًا أن إسرائيل «لن تغادر قطاع غزة أبدًا»، وأنها تعتزم إقامة منطقة أمنية عازلة واسعة، إلى جانب تجمعات استيطانية في شمال القطاع.

وجاءت تصريحات كاتس خلال مؤتمر تعليمي، حيث قال إن «إسرائيل لن تنسحب من غزة»، مضيفًا أن المنطقة المحيطة بالقطاع ستخضع لترتيبات أمنية دائمة، تشمل وجودًا عسكريًا إسرائيليًا طويل الأمد.

مستوطنات بنموذج “نواة ناحال” شمال غزة

وأوضح كاتس أن شمال قطاع غزة قد يشهد، في المرحلة المقبلة، إنشاء تجمعات استيطانية على نموذج ما يُعرف بـ«نواة ناحال»، وهي تجمعات يشرف عليها الجيش الإسرائيلي، وتجمع بين الخدمة العسكرية والنشاط الاستيطاني، وقد تتضمن – بحسب تعبيره – مدارس دينية يهودية ومرافق مدنية.

وأكد الوزير الإسرائيلي أنه لم يتراجع عن تصريحاته السابقة، مشددًا على أن ما يجري التخطيط له في غزة يمثل «سيادة بحكم الأمر الواقع»، على غرار ما تطبقه إسرائيل حاليًا في الضفة الغربية المحتلة.

تصعيد متزامن مع حرب الإبادة في غزة

وتأتي تصريحات كاتس في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي بدأت بدعم أمريكي في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأسفرت – بحسب معطيات فلسطينية – عن نحو 71 ألف قتيل وأكثر من 171 ألف جريح، معظمهم من الأطفال والنساء.

ورغم إعلان وقف لإطلاق النار في 10 أكتوبر الماضي، استمرت إسرائيل في خرقه بشكل يومي، ما أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين خلال الأسابيع الماضية.

الضفة الغربية تحت “السيادة العملية”

وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، قال كاتس إن إسرائيل تطبق هناك ما وصفه بـ«السيادة العملية»، موضحًا أن الظروف الحالية لا تسمح بإعلان ضم رسمي، لكن الإجراءات على الأرض تشمل تهجير الفلسطينيين، ونشر الجيش، وتوسيع المستوطنات.

ويعيش في الضفة الغربية نحو 750 ألف مستوطن إسرائيلي، بينهم قرابة 250 ألفًا في القدس الشرقية، وسط تصاعد الاعتداءات اليومية بحق الفلسطينيين، وعمليات هدم المنازل وفرض الأمر الواقع بالقوة.

توتر مع واشنطن وتناقض مع خطة ترامب

وتتناقض تصريحات كاتس بشكل واضح مع الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تنص على انسحاب الجيش الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.

وكانت تصريحات سابقة لكاتس قد أثارت استياء الإدارة الأمريكية، ما دفعه إلى إصدار بيان تراجعي بطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أكد فيه أن الحكومة لا تسعى لإقامة مستوطنات في غزة، قبل أن يعود ويجدد موقفه المتشدد مجددًا.

وتشير تقارير إسرائيلية إلى وجود مخاوف من أن تؤثر هذه التصريحات سلبًا على زيارة نتنياهو المرتقبة إلى الولايات المتحدة، حيث من المقرر أن يلتقي ترامب في 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، لبحث ملفات غزة وإيران ولبنان وسوريا.

خلفية سياسية وقانونية

ومنذ عقود، تطالب السلطات الفلسطينية المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه غير قانوني ويقوض بشكل مباشر إمكانية تنفيذ حل الدولتين، المنصوص عليه في قرارات الشرعية الدولية.

وتواصل إسرائيل، بحسب تقارير فلسطينية ودولية، فرض وقائع ميدانية جديدة في غزة والضفة الغربية، في إطار سياسة توسعية تهدد بإغلاق أي أفق لإقامة دولة فلسطينية مستققلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل عام 1967.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى