مصر

حملة إلكترونية يقودها داعمون لإسرائيل تستهدف علاء عبد الفتاح بعد وصوله إلى لندن

شهدت منصات التواصل الاجتماعي، وعلى رأسها موقع «إكس»، حملة إلكترونية مكثفة استهدفت الناشط والمدون المصري-البريطاني علاء عبد الفتاح، وذلك عقب ترحيب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بوصوله إلى العاصمة لندن، بعد الإفراج عنه من السجون المصرية في سبتمبر الماضي.

وبحسب تتبع صحفي، بدأت الحملة من حسابات بريطانية معروفة بدعمها للاحتلال الإسرائيلي، قبل أن تتوسع لاحقًا بمشاركة سياسيين وصحفيين ومشاهير في بريطانيا، استخدموا تغريدات قديمة لعبد الفتاح تعود إلى الفترة بين عامي 2010 و2012، واعتبروها «دعوات للعنف وخطاب كراهية».

شرارة الحملة

انطلقت الحملة عقب تعليق من منى سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، على تغريدة لرئيس الوزراء البريطاني، طالبت فيه بالإفراج عن متظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية محتجزين في السجون البريطانية، من بينهم نشطاء ينتمون إلى حركة «فلسطين أكشن» المحتجة على مصانع أسلحة مرتبطة بإسرائيل، وعلى رأسها شركة «إلبيت سيستمز».

وأثار تعليق منى سيف ردود فعل غاضبة من حسابات يمينية بريطانية داعمة لإسرائيل، طالبت بترحيلها، وهاجمت علاء عبد الفتاح، متهمة إياه بمعاداة السامية.

حسابات مجهولة و«Community Notes»

تزامن ذلك مع ظهور ملاحظة ضمن نظام «Community Notes» على منصة «إكس»، أضافها حساب مجهول يحمل اسمًا مستعارًا، اتهم علاء عبد الفتاح بمعاداة السامية، مستندًا إلى تغريدة قديمة منسوبة إليه تعود إلى يوليو 2010، جرى تداولها على نطاق واسع بعد حصولها على تقييمات إيجابية من حسابات داعمة لإسرائيل.

وكشف تتبع نشاط الحساب الذي أطلق الملاحظة، أنه نشر سابقًا عشرات التعليقات المؤيدة لإسرائيل والمهاجمة لسياسيين بريطانيين معارضين لقصف غزة، كما دافع عن الضربات الإسرائيلية في سوريا.

تصعيد سياسي وإعلامي

ومع تصاعد الحملة، انضم عدد من أعضاء البرلمان البريطاني وصحفيين معروفين بتأييدهم لإسرائيل، من بينهم نائب عن حزب المحافظين هاجم علاء عبد الفتاح علنًا بسبب مواقفه السياسية المناهضة للاحتلال.

كما نشرت صحفية بريطانية تغريدات أعادت فيها تدوير منشورات قديمة لعبد الفتاح، ووصفت الترحيب به بأنه «احتفاء بشخص عنيف»، قبل أن تتسع دائرة التفاعل مع دخول رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك على خط الجدل، عبر إعادة نشر أحد هذه المنشورات مع تعليق مقتضب.

دخول داعمي قائد الانقلاب السيسي

لاحقًا، شاركت حسابات مصرية معروفة بدعمها لـ قائد الانقلاب السيسي في الحملة، مكررة الاتهامات نفسها، ومستخدمة التغريدات القديمة لتبرير سنوات حبس علاء عبد الفتاح في السجون المصرية، وهو ما أدى إلى تضخيم الحملة وانتقالها من سياق بريطاني-إسرائيلي إلى ساحة السجال السياسي المصري.

سياق التغريدات المثيرة للجدل

ويشير متابعون إلى أن التغريدات التي استُخدمت ضد عبد الفتاح كُتبت في سياق دعمه للمقاومة الفلسطينية وانتقاده للاحتلال الإسرائيلي والاستعمار البريطاني، إلا أن الحملة تجاهلت هذا السياق، واعتمدت على اجتزاء العبارات وربطها بشكل انتقائي بلحظة الإفراج عنه واستقباله في لندن.

وكان علاء عبد الفتاح قد قضى أكثر من خمس سنوات في السجون المصرية بعد إدانته في قضايا تتعلق بنشر «أخبار كاذبة»، قبل الإفراج عنه بعفو رئاسي في سبتمبر الماضي.

ويرى مراقبون أن الحملة تعكس تداخلًا بين لوبيات داعمة لإسرائيل وحسابات سياسية معارضة لرموز الحراك الثوري المصري، في محاولة لإعادة شيطنة عبد الفتاح والتشكيك في قضيته الحقوقية بعد الإفراج عنه، وربطها بسجالات أوسع حول فلسطين وحرية التعبير في بريطانيا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى