العالم العربي

انقسام في الرأي الإسرائيلي حول فرص التوصل إلى اتفاق مع “حماس”

أظهر استطلاع للرأي أنه توجد انقسامات واضحة في المجتمع الإسرائيلي بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حركة “حماس”، وسط استمرار التوترات في قطاع غزة.

كشفت نتائج الاستطلاع، التي نشرتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن 36 بالمئة من المشاركين يرون أن هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق، بينما استبعد 40 بالمئة ذلك، في حين قال 24 بالمئة إنهم لا يملكون رأياً محدداً. يأتي هذا في وقت تسعى فيه مصر وقطر للوساطة بين الجانبين للتوصل إلى اتفاق شامل يتضمن تبادل الأسرى ووقف العدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين منذ أكتوبر 2023.

في سياق متصل، تقدر مصادر إسرائيلية وجود حوالي 59 أسيراً إسرائيلياً في قطاع غزة، من بينهم 24 على قيد الحياة، في مقابل أكثر من 9500 فلسطيني محتجزين في السجون الإسرائيلية، حيث يعانون ظروفاً قاسية من تعذيب وتجويع وإهمال طبي، مما أدى إلى وفاة العديد منهم وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

ومع استمرار الصمت حول مفاوضات التوصل إلى اتفاق، أظهر الاستطلاع تراجع شعبية حزب “الليكود” الذي يرأسه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث انخفض بعدد مقعدين في الكنيست مقارنة بالأسبوع الماضي، مما يشير إلى تأثير الوضع الراهن على الاستطلاعات السياسية في البلاد. وبناءً على نتائج الاستطلاع، إذا جرت انتخابات في إسرائيل اليوم، سيحصل حزب نتنياهو على 21 مقعداً من أصل 120 في الكنيست.

“الآراء في المجتمع الإسرائيلي تعكس قلقاً كبيراً بشأن الوضع الحالي، والأمل في إمكانية التوصل إلى صفقة قد يبدو بعيداً” قالت مصادر متخصصة.

وبالإجمال، يحصل المعسكر الداعم لنتنياهو على 50 مقعدا بمقابل 60 مقعدا للمعسكر المعارض له و10 مقاعد للنواب العرب.

أما إذا خاض الانتخابات رئيس الوزراء اليميني السابق نفتالي بينيت فيحصل معسكر نتنياهو على 44 مقعدا والمعسكر المعارض على 66 مقعدا ويحصل النواب العرب على 10 مقاعد، حسبما أظهرت نتائج الاستطلاع.

ومن أجل تشكيل حكومة في إسرائيل يلزم الحصول على ثقة 61 نائبا على الأقل في الكنيست، ولكن حاليا لا تلوح بالأفق انتخابات قريبة بسبب رفض نتنياهو إجراءها أثناء الحرب.

وأشارت “معاريف” إلى أن الاستطلاع الذي أجراه معهد “لازار” (خاص) شمل عينة عشوائية من 510 إسرائيليين وكان هامش الخطأ 4.4 بالمئة.

وفيما يخص المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول برنامج طهران النووي، أظهرت نتائج الاستطلاع أن 61 بالمئة من الإسرائيليين غير متفائلين بإمكانية التوصل إلى اتفاق.

وقال 41 بالمئة إن المحادثات لن تسفر عن شيء والوضع الحالي سيستمر، فيما أعرب 20 بالمئة عن اعتقادهم بأن الفشل في التوصل لاتفاق سيؤدي إلى الحرب.

ورأى 19 بالمئة فقط أن المحادثات ستنجح وأنه سيتم توقيع اتفاق نووي جديد، فيما قال 20 بالمئة إنهم لا يملكون رأيا محددا حيال ذلك.

وانطلقت الجولة الأولى من المفاوضات بين البلدين بسلطنة عمان في 12 أبريل/ نيسان المنصرم أعقبها جولتان في العاصمة الإيطالية روما ومسقط، ولم يتم تحديد موعد للجولة الرابعة، في ظل مساع أمريكية وإسرائيلية لتفكيك برنامج إيران النووي، بعد إضعاف قوتها بالمنطقة.

وتتهم الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل ودول أخرى، إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تقول طهران إن برنامجها مصمم لأغراض سلمية، بما في ذلك توليد الكهرباء.

وفي عام 2015، وقّعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا اتفاقا مع إيران، فرض قيودا على برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية عنها.

لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، انسحب من الاتفاق عام 2018، معتبر أنه “سيئ وغير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية”.

وأعاد ترامب فرض عقوبات أمريكية على طهران لإجبارها على إعادة التفاوض من أجل اتفاق موسع، فيما التزمت طهران بالاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترامب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى