د. حسن الديك لـ”أخبار الغد”: سياسة ترامب الجمركية تجسيد للسيادة.. والصين الخطر الاقتصادي الأول لأمريكا

أكد الدكتور حسن الديك، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، في تصريح خاص لـ”أخبار الغد”، أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض الرسوم الجمركية تمثل واحدة من أبرز تجليات السيادة الاقتصادية للدول.
مشيرًا إلى أن هذه السياسات ترتبط باعتبارات داخلية تخص الاقتصاد الوطني والناتج المحلي، إلى جانب حماية الصناعات المحلية وتشجيع الاستثمار وتعزيز الأمن الاقتصادي القومي.
وأوضح الديك أن المجتمع الأمريكي بمختلف فئاته، سواء الشعبية أو الرسمية، والنخب السياسية والاقتصادية والعسكرية، بات يرى في الصين التهديد الحقيقي والمستقبلي الأكبر للولايات المتحدة، نظرًا لتصاعد قوتها التجارية والاقتصادية على المستوى العالمي.
وأشار إلى أن الشركات الأمريكية العابرة للقارات والمتعددة الجنسيات كانت من أوائل من استشعروا تصاعد الخطر الصيني، مما دفع النخب الأمريكية إلى اتخاذ مواقف أكثر حدة تجاه بكين في السنوات الأخيرة.
وأكد الديك أن تميّز الولايات المتحدة عن الصين لا يكمن فقط في قوتها الاقتصادية، بل أيضًا في شبكة تحالفاتها التقليدية، التي تضم أوروبا الغربية، والشرق الأوسط، ودول شرق آسيا، إضافة إلى كونها في حلف استراتيجي مع دول مثل ألمانيا واليابان، وهو ما يمنحها قوة سياسية واقتصادية في مواجهة الصين، التي تعتمد بشكل أساسي على فائض الإنتاج ورخص اليد العاملة لتعزيز قدرتها التنافسية أمام الصناعات الأمريكية.
وحذّر الديك من أن استمرار السياسات الحمائية التي يتبعها ترامب قد يؤدي إلى نتائج كارثية على الاقتصاد الأمريكي والعالمي، في ظل تنامي خطر الركود.
إلا أنه أشار إلى أن استثناء معظم دول العالم مؤخرًا من الرسوم الجمركية، مع إبقاء الإجراءات سارية على الصين فقط، قد يكون وسيلة لتجنب كساد عالمي شبيه بما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي عقب فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية واسعة النطاق.