العالم العربي

بعد رفع العقوبات.. هل تبدأ مرحلة جديدة في سوريا؟!

في مشهدٍ غير متوقّع، ومن قلب المملكة العربية السعودية، ارتفع صوت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليُعلن قرارًا أثار دهشة العالم: رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا منذ أكثر من عقد من الزمان.

القرار الذي قوبل بتصفيق حاد من الحضور، لم يُعلَن في مؤتمر دولي، ولا على منبر أممي، بل في منتدى استثماري يحمل توقيع “الشراكة السعودية الأمريكية”، غير أن أصداءه تجاوزت حدود الاقتصاد، لتطرق أبواب الجغرافيا السياسية وتفتح سجالات جديدة في الشرق الأوسط.

ومن قلب الرياض، خاطب ترامب العالم بلغة المصالح لا العقوبات، معلنًا أن الوقت قد حان لـ”منح سوريا فرصة للنهوض”. وأكد أن القرار جاء بتوصية مباشرة من ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي دفع باتجاه كسر الحصار السياسي والاقتصادي المفروض على دمشق، في ما اعتُبر مؤشرًا على تحوّل لافت في المواقف الخليجية تجاه الدولة السورية.

القرار، الذي لم يكن متوقعًا حتى من أقرب المراقبين، قوبل بترحيب واسع في دمشق، ووصفت الحكومة السورية ما جرى بأنه “نقطة تحوّل محورية” في طريق إعادة الإعمار وعودة البلاد إلى الخارطة السياسية الدولية. بينما سارع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى توجيه الشكر للمملكة العربية السعودية على ما وصفه بـ”الدور الحاسم في فتح نافذة الأمل بعد سنوات من العزلة”.

التحوّل المفاجئ في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، والذي خرج من العاصمة السعودية، بدا وكأنه لحظة فارقة قد تعيد ترتيب المشهد الإقليمي بأكمله، وتفتح الباب أمام تحالفات جديدة، ومفاهيم مغايرة لما كان راسخًا لعقود.

سوريا، التي أنهكها الحصار وأنهكتها الحرب، قد تبدأ الآن صفحة جديدة. وإن كانت هذه الصفحة محفوفة بالتحديات، فإنها محمّلة أيضًا بوعود الانفتاح. أما القرار الأمريكي، فيبقى رهين ميزان السياسة الأمريكية المتقلّبة، لكن المؤكّد أن ما بعد لقاء الرياض… لن يكون كما قبلها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى