سوريا تغلق ملف المتأخرات المالية وتفتح باب التمويل الدولي من جديد

أعلن البنك الدولي، الجمعة، عن تسوية المتأخرات المالية المستحقة على الجمهورية العربية السورية، والبالغة 15.5 ملايين دولار، ما يجعل سوريا مؤهلة مجدداً للحصول على تمويلات جديدة من المؤسسة الدولية للتنمية، ذراع البنك الدولي المختص بالدول الأشد فقراً.
وقال البنك، في بيان رسمي نشره عبر موقعه الإلكتروني:
“اعتباراً من 13 مايو/أيار 2025، تمت تسوية المتأخرات المستحقة على سوريا للمؤسسة الدولية للتنمية، والتي بلغت حوالي 15.5 ملايين دولار، وقد تم سداد هذا المبلغ من قبل المملكة العربية السعودية ودولة قطر.”
وأشار البيان إلى أن سوريا أصبحت مؤهلة من جديد لتلقي الدعم المالي، شريطة الامتثال للسياسات التشغيلية المعمول بها في البنك الدولي، موضحًا أنه اعتباراً من 12 مايو الجاري، لم تعد هناك أية أرصدة متأخرة على سوريا لدى المؤسسة الدولية للتنمية.
وأوضح البنك أن المؤسسة الدولية للتنمية تقدم قروضاً بلا فوائد أو منخفضة الفائدة ومنحاً تستهدف تعزيز النمو الاقتصادي وبناء القدرة على الصمود وتحسين مستوى معيشة الفئات الفقيرة حول العالم.
تمهيد لعودة سوريا للنظام المالي الدولي
ويأتي هذا التطور عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة للرياض عن رفع العقوبات المفروضة على سوريا، موضحًا أن الهدف هو “منح الشعب السوري فرصة للنمو والتطور”، مؤكداً أن القرار تم بعد مشاورات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي ذات السياق، قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها تعمل مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لتنفيذ توجيهات ترامب، وأشارت إلى أن التصاريح المنتظرة ستسهم في جذب الاستثمارات الدولية لسوريا.
دعم سعودي قطري مشترك
وكانت وزارتا المالية في السعودية وقطر قد أعلنتا في 27 أبريل/نيسان الماضي عن تحمل سداد متأخرات سوريا لدى البنك الدولي، في خطوة وُصفت بأنها تمهيد لإعادة دمج سوريا في المنظومة الاقتصادية الدولية.
سوريا بعد الأسد
وتتطلع الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع إلى جذب دعم إقليمي ودولي لإعادة بناء البلاد، عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، بعد حكم استمر أكثر من نصف قرن لعائلة الأسد، وسط مطالبات متواصلة برفع العقوبات الغربية عن البلاد.
وكانت فصائل سورية قد بسطت سيطرتها على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، منهية عقوداً من حكم حزب البعث، وبدأت منذ ذلك الحين مرحلة جديدة من إعادة الإعمار السياسي والاقتصادي.