مصر تدعو جميع الأطراف الليبية إلى ضبط النفس وتناشد مواطنيها بالبقاء في منازلهم
أكدت وزارة الخارجية المصرية متابعتها الدقيقة للتطورات الجارية ودعت جميع الأطراف الليبية إلى إعلاء المصلحة الوطنية وضبط النفس، فيما حثّت المواطنين المصريين المقيمين في ليبيا على توخّي أقصى درجات الحذر.
شهدت منطقتا صلاح الدين وأبو سليم في طرابلس مواجهات مسلحة متقطعة مساء الاثنين، تلتها تجددٌ للاشتباكات فجر الأربعاء بين مجموعات مسلحة متفرقة، ما أثار قلقًا إقليميًا ودوليًا حيال تدهور المشهد الأمني في ليبيا. ورغم إعلان وزارة الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية الخميس أنّ الوضع تحت السيطرة، تواصل القاهرة رصد الموقف ميدانيًا عبر غرفة عمليات مشتركة مع سفارتها في طرابلس لضمان سلامة رعاياها.
تركّز التحرك المصري على محورين رئيسيين: الأول دبلوماسي، يهدف إلى تهدئة التوتر بين الفصائل الليبية المتنازعة وحثّها على الالتفاف حول المؤسسات الأمنية الرسمية؛ والثاني قنصلي، يهدف إلى تقديم الإرشاد والدعم للمواطنين المصريين عبر قنوات اتصال مفتوحة على مدار الساعة.
من جهتها، جددت حكومة الوحدة الوطنية الليبية التزامها ببسط سلطة الشرطة والأجهزة النظامية وإنهاء ظاهرة التشكيلات المسلحة، مؤكدة أن ذلك مطلبٌ شعبي يمهّد الطريق نحو دولة القانون والمؤسسات وإجراء الانتخابات المؤجلة.
مع استمرار الانقسام السياسي بين حكومتي طرابلس وبنغازي منذ عام 2022، تشدد القاهرة على ضرورة توحيد الجهود الدولية والإقليمية لدفع عملية سياسية شاملة تقود إلى انتخابات برلمانية ورئاسية تضع حدًّا للاقتتال المستمر في البلد الغني بالنفط.
“إنّ أمن ليبيا من أمن مصر والمنطقة ككل، وأي تصعيد يُهدِّد استقرار حوض المتوسط”، كما تشدد القاهرة، داعيةً الأطراف كافة إلى الاحتكام للحوار واستئناف المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة.
“تواصل مصر التزامها التام بدعم الشعب الليبي من أجل بناء دولة موحدة ذات سيادة على أراضيها، خالية من السلاح خارج نطاق الدولة، وقادرة على استثمار مواردها لصالح جميع الليبيين”، وفق البيان.
- السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، صرّح: “نتابع لحظة بلحظة تطورات الأوضاع في طرابلس بالتنسيق مع شركائنا الإقليميين والدوليين، ونؤكد أن السبيل الوحيد للاستقرار هو ضبط النفس والحوار.”
- اللواء خالد الغرابلي، مدير غرفة عمليات الوزارة لشؤون المصريين في الخارج، أضاف: “أطلقنا خطًا ساخنًا يعمل على مدار الساعة لتلقي أي استفسارات من المواطنين المصريين في ليبيا، ونعمل بالتنسيق مع السفارة لتقديم الدعم اللازم.”
