ثقافة وتاريخمصر

عصمت داوستاشي… ستة عقود من الإبداع والتراث في قلب الحركة التشكيلية المصرية

فقدت الساحة الثقافية والفنية في مصر أحد أبرز أعمدتها، برحيل الفنان التشكيلي الكبير عصمت داوستاشي عن عمر ناهز 82 عاماً، بعد مسيرة حافلة امتدت لأكثر من ستين عاماً من الإبداع والعطاء.

ولد داوستاشي في مدينة الإسكندرية عام 1943، وتخرج في قسم النحت بكلية الفنون الجميلة عام 1967، ليصبح لاحقاً واحداً من أبرز الأسماء في المشهد التشكيلي المصري والعربي. عُرف بأعماله التي استلهمت التراث الشعبي والرموز المصرية الأصيلة، واعتُبر من رواد هذا الاتجاه الفني.

شارك داوستاشي في عشرات المعارض داخل مصر وخارجها، وترك بصمة واضحة في مدن عدة، من ليبيا والجزائر إلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا. كما ساهم بشكل فعال في توثيق تاريخ الحركة التشكيلية المصرية، من خلال كتاباته وإدارته لمؤسسات ثقافية بارزة، منها متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية.

تميّزت أعماله بطابع إنساني وروح مصرية واضحة، وكانت له قدرة خاصة على دمج التراث الشعبي بالحداثة الفنية. لم يقتصر عطاؤه على الفن فقط، بل امتد إلى القصة القصيرة والشعر والنقد الفني، حيث أصدر عدداً من الكتب التي أثرت الساحة الثقافية.

وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، نعى الفنان الراحل قائلاً إن داوستاشي “نقش الجمال في ذاكرة الوطن”، مؤكداً أن مصر فقدت قامة فنية رفيعة ومبدعاً استثنائياً.

نقّاد وزملاء وتلاميذ الفنان أجمعوا على أنه كان سنداً للأجيال الجديدة، ومرشداً فنياً لكثير من المبدعين، خصوصاً في الإسكندرية، حيث بقي حاضراً وفاعلاً في المشهد حتى أيامه الأخيرة.

رحل عصمت داوستاشي، لكن إرثه الفني سيظل حياً في المتاحف واللوحات وذاكرة الثقافة المصرية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى