تحذيرات من انهيار دول الساحل الأفريقي وتصاعد خطر الإرهاب في غرب إفريقيا

كشفت تقارير وتحليلات صادرة عن مؤسسات بحثية وخبراء استراتيجيين عن تصاعد حاد في التهديدات الإرهابية بمنطقة غرب إفريقيا، وسط تحذيرات من احتمال انهيار أنظمة الحكم في بعض دول الساحل نتيجة تمدد الجماعات الجهادية وضعف المؤسسات.
في هذا السياق، عرض المعهد الإيفواري للبحوث الاستراتيجية مؤخرًا نتائج دراسات ميدانية تطرقت إلى سبل مواجهة تمدد الإرهاب في المنطقة، مشددًا على ضرورة تعزيز قدرات الأجهزة الأمنية، وتكثيف التنسيق الإقليمي، إلى جانب معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب مثل الفقر، والتهميش، والبطالة، وانعدام التنمية.
وفي مقابلة بثتها إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، قال خبير أمني إن الوضع في منطقة الساحل “خطير للغاية”، محذرًا من “خطر فعلي لانهيار الدولة في بعض بلدان الساحل”، بفعل تغلغل التنظيمات الإرهابية وتمددها في المناطق الريفية الخالية من وجود الدولة.
وأوضح الخبير أن الجماعات المتطرفة، خصوصًا “داعش” و”القاعدة”، تستغل هشاشة الحكم، والانقسامات العرقية، والفراغ الأمني لتوسيع نفوذها، مشيرًا إلى أن المواجهة العسكرية وحدها لم تعد كافية، ما يتطلب حلولاً سياسية واجتماعية عاجلة.
وشدد على أن استمرار تجاهل الوضع الراهن قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وأمنية تهدد ليس فقط دول المنطقة، بل تمتد آثارها إلى أوروبا عبر موجات الهجرة غير الشرعية واتساع رقعة الفوضى.
ودعا الخبراء إلى تحرك دولي منسق لدعم دول المنطقة اقتصادياً وأمنياً، وبلورة استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تراعي خصوصية المجتمعات المحلية وتعيد ثقة المواطن في الدولة.