432 محاميًا هولنديًا ينددون بصمت نقابتهم إزاء الإبادة الجماعية في غزة

ندد 432 محاميًا هولنديًا، الجمعة، بصمت نقابة المحامين الهولندية إزاء ما وصفوه بـ”الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة”، معتبرين موقف النقابة مؤلمًا ومخزيًا في ظل حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وجاء في رسالة مفتوحة وجهها المحامون إلى رئيس النقابة:

“من المؤلم أن تلتزم نقابتنا الصمت إزاء ما يحدث في غزة، بعد أن سبق لها اتخاذ مواقف حازمة تجاه انتهاكات سيادة القانون في دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وروسيا”.

وأشار المحامون إلى أن الهجمات الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من 19 شهراً أودت بحياة ما لا يقل عن 50 ألف فلسطيني، بينهم 15 ألف طفل، إلى جانب إصابة 120 ألف آخرين، وتدمير 92% من المنازل، ومقتل مئات الصحفيين والأطباء والعاملين في الإغاثة، وتهجير نحو 1.9 مليون مدني.

كما أوضحوا أن البنية التحتية القانونية في غزة دُمّرت بالكامل، بما في ذلك المحاكم، والأرشيفات، ومقر نقابة المحامين الفلسطينيين، مما جعل ممارسة مهنة المحاماة أمرًا مستحيلًا عمليًا.

وتساءلت الرسالة:

“كم من الفلسطينيين يجب أن يُقتلوا، وكم من القوانين الدولية يجب أن تُنتهك، حتى تعبّر نقابتنا عن موقف أخلاقي وإنساني واضح؟”

المحامي إبراهيم يلدريم، أحد الموقعين على الرسالة، صرّح لوكالة الأناضول بأن:

“نقابات محامين عديدة حول العالم بادرت برفع دعاوى أمام المحكمة الجنائية الدولية، بينما تلتزم نقابتنا الصمت، رغم مكانتها في دولة تُعرف بأنها مهد العدالة الدولية”.

وأضاف:

“نقابة المحامين التي لا تتحدث اليوم من أجل غزة، ستُجبر غدًا على الصمت حيال أي انتهاك آخر، ومهنة المحاماة ليست مجرد دفاع فردي، بل دفاع عن الكرامة الإنسانية وسيادة القانون”.

وتعد نقابة المحامين الهولندية، التي تأسست عام 1952 وتضم أكثر من 18 ألف عضو، من أبرز الهيئات المهنية القانونية في أوروبا، وعضوًا في الاتحاد الدولي للمحامين ومجلس النقابات الأوروبية.