جهاز مستقبل مصر يسيطر على بحيرة البرلس وسط غلاء الأسماك الجنوني

أكدت مصادر مطلعة مباشرة أن جهاز مستقبل مصر الذي تأسس في عام 2022 ويتبع القوات الجوية المصرية بدأ فعليًا هذا الشهر عمليات حصر شاملة لأراضي بحيرة البرلس بمحافظة كفر الشيخ تمهيدًا لتولي إدارتها والسيطرة الكاملة على الإنتاج السمكي بها كجزء من خطة توسعية تستهدف إخضاع البحيرات الطبيعية في مصر لإدارته المباشرة بعد توليه إدارة بحيرات ناصر والبردويل والمنزلة في العام الماضي بقرارات رسمية
أوضحت المصادر أن هذا التوجه الحكومي قد تكون له تداعيات اقتصادية مباشرة على سوق الأسماك خاصة مع استمرار تصاعد أسعارها بشكل غير مسبوق حيث بلغ سعر الكيلو من بعض الأنواع الأساسية بين 100 و400 جنيه بينما ارتفع سعر الجمبري ليصل إلى 800 جنيه للكيلو ما دفع المواطنين إلى إطلاق حملات مقاطعة أبرزها حملة “خليها تعفن” التي انتشرت العام الماضي
أضافت المصادر أن دمج الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية ضمن جهاز حماية وتنمية البحيرات عام 2021 غيّر طبيعة مهام الهيئة من جهة خدمية ذات طابع تنموي إلى كيان اقتصادي يعمل وفق أهداف ربحية ما ساهم في إعادة هيكلة منظومة الإنتاج والتوزيع بشكل أثار ردود فعل واسعة بين الصيادين والمستهلكين
أشار عدد من الصيادين في بحيرة البردويل التي تمثل المصدر الأول لتصدير الأسماك المصرية إلى الأسواق الأوروبية إلى تعرضهم لقيود جديدة اعتبروها تعسفية بعد استلام الجهاز إدارة البحيرة مؤكدين أن تلك القيود شملت حظر دخول البحيرة بشكل كامل في بعض الفترات ما أدى إلى منع مئات العاملين من مزاولة مهنتهم
أعلن خبراء في الأمن الغذائي أن جهاز مستقبل مصر بات يمتلك صلاحيات شاملة في مجال استيراد السلع الاستراتيجية وعلى رأسها القمح إلى جانب سيطرته المتصاعدة على الموارد السمكية وهو ما جعله لاعبًا رئيسيًا في منظومة الأمن الغذائي المصري التي تعاني أصلًا من فجوة إنتاجية حيث لا يتجاوز حجم الاكتفاء الذاتي من الأسماك 85% بإجمالي إنتاج سنوي يبلغ 2.1 مليون طن
نوه مراقبون إلى أن التأثيرات الإيجابية لإدارة الجهاز لم تظهر حتى الآن بشكل ملموس باستثناء بحيرة البردويل التي شهدت بعض التغييرات المحدودة بينما تظل تداعيات السياسات الجديدة تحت المتابعة لا سيما في ظل غياب حلول مباشرة لأزمة ارتفاع الأسعار واستمرار الضغط على المستهلك المصري