رحيل سلطان القراء الشيخ السيد سعيد عن 82 عامًا يهز الأوساط الدينية

أعلن عن وفاة الشيخ الجليل السيد سعيد المعروف بلقب “سلطان القراء” عن عمر يناهز 82 عامًا بعد صراع طويل مع مرض الفشل الكلوي ليودّع العالم الإسلامي أحد أبرز أعلام التلاوة القرآنية ممن خلّدوا أسماءهم في ذاكرة الشعوب المسلمة بفضل صوته الخاشع وأدائه الفريد الذي جمع بين الإتقان والخشوع
أكدت مصادر موثوقة أن الشيخ الراحل خضع لفترات علاج متقطعة استمرت لسنوات نتيجة تفاقم حالته الصحية بسبب الفشل الكلوي المزمن حيث دخل في مراحل حرجة خلال الأشهر الأخيرة رغم محاولات الأطباء المستمرة لإنقاذه
أوضح مقربون من العائلة أن الشيخ السيد سعيد ترك خلفه إرثًا صوتيًا نادرًا من التسجيلات القرآنية التي انتشرت في دول عربية وإسلامية عدة وحظيت بإعجاب ملايين المسلمين الذين تأثروا بأدائه المتفرد وإتقانه لأحكام التلاوة
صرح أحد مشايخ القراء بأن الشيخ الراحل يُعد من أبرز أعمدة تلاوة القرآن في العصر الحديث مؤكدًا أن مسيرته الممتدة لعقود شكّلت مدرسة قائمة بذاتها في علوم الترتيل والقراءة المتقنة
نوه كثيرون بأن الشيخ بدأ رحلته مع القرآن منذ صغره حيث أتم حفظ كتاب الله وهو في العاشرة من عمره ثم التحق بالأزهر الشريف ليُكمل تعليمه الشرعي قبل أن يتجه إلى الإذاعة التي شكلت منبرًا لصوته الذهبي
أضافت مصادر دينية رفيعة أن الشيخ الراحل كان قد سجل مئات التلاوات النادرة التي بُثت عبر الإذاعة المصرية وقنوات تلفزيونية عدة وظلت مرجعًا لتعليم الأجيال الناشئة
لفت طلابه إلى أن الشيخ السيد سعيد تميز بصوت رخيم وأسلوب فريد جعله في مصاف كبار القراء مثل الشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ عبد الباسط عبد الصمد مؤكدين أنه كان حريصًا على تعليم المبتدئين بأسلوب مبسط ومؤثر
أشار كثيرون إلى أن فقدان الشيخ السيد سعيد يمثل خسارة لا تُعوّض في الساحة الدينية لما تركه من أثر كبير في تربية الذوق القرآني لدى ملايين المسلمين داخل مصر وخارجها
أعلن عدد من محبيه تدشين مبادرة رقمية لجمع تسجيلاته وتوثيقها ضمن أرشيف إلكتروني بهدف الحفاظ على تراثه القرآني وإتاحته للأجيال المقبلة
استرسل المتحدثون عن محطات حياته قائلين إن الشيخ ظل مخلصًا لتلاوة القرآن حتى في أشد لحظات مرضه وكان يردد الآيات بصوت خافت في غرفته بالمستشفى مما أثّر في نفوس الطاقم الطبي المحيط به
أشار البعض أن صوته كان يحمل من الروحانية ما لا يمكن ترجمته بالكلمات مؤكدين أن فقدانه بمثابة انطفاء شمعة منيرة في سماء التلاوة القرآنية
غاب الصوت لكنه ترك صداه في القلوب وبقيت تلاواته نورًا يهتدي به السامعون في مشارق الأرض ومغاربها وبينما وُري الجثمان الثرى لا تزال حناجر محبيه تردد آيات بصوته الملائكي
مؤكدين أن “سلطان القراء” لم يمت بل انتقل من دار الفناء إلى دار البقاء وترك تراثًا سيظل يُتلى وتُستعاد به الروح لسنوات طويلة قادمة