ملفات وتقارير

معاناة الأطفال في غزة تستمر مع حلول عيد الأضحى وسط أجواء من المجاعة والموت

يعبر أطفال غزة عن حزنهم العميق تحت سماء مليئة بالانفجارات، حيث يستعدون لاستقبال عيد الأضحى يوم الجمعة في ظل ظروف مأساوية غير مسبوقة. تأتي هذه المناسبة في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة العنف والاستهداف الإسرائيلي، مما خلف آثاراً سلبية عميقة على حياةهم وأحلامهم البسيطة.

تتزامن احتفالات عيد الأضحى هذه السنة مع صمود الفلسطينيين أمام الإبادة الجماعية، حيث فقد أكثر من 179 ألف فلسطيني أرواحهم، بينما يُعتبر الأطفال والنساء الأكثر تأثراً في هذه المعاناة. مع وجود أكثر من 11 ألف مفقود ومئات الآلاف من النازحين، يعاني العديد من العائلات من مجاعة حادة، حيث ينام الأطفال جياعاً بلا أي طعام يذكر.

منذ 2 مارس/ آذار، أغلقت إسرائيل المعابر أمام الإمدادات الغذائية، مما حول هذه المناسبة إلى ذكرى مؤلمة بدلاً من كونها احتفاءً بالفرح والتضحية. يقول الأطفال إن العيد فقد شغفه، إذ تُهددهم الحرب ويفتقر الكثير منهم إلى أحبائهم الذين قضوا في النزاع.

قال أحد الأطفال في غزة: “بأية حال عدت يا عيد! لم يعد لدينا ما نحتفل به، فنحن نعيش في رعب ولا نجد حتى ما نأكله”.

إلى جانب ذلك، فإن فقدان الأطفال السكن الآمن والصحي والملابس الجديدة والنظيفة قتل فرحتهم بالعيد، إذ باتوا يعيشون وسط ظروف إنسانية قاهرة في خيام مهترئة يتسلل إليها الحشرات والقوارض ما يزيد من معاناتهم.

ويشيرون إلى أن الحرب أفقدتهم طفولتهم وحرمتهم من حقوقهم الأساسية كالتعليم والأمن واللعب، كما باتوا يتحملون مسؤوليات أكبر من أعمارهم، كالانتظار في طوابير للحصول على الطعام والمياه.

الطفلة ريتاج شامية تعبر عن فقدان فرحة العيد في غزة

تشعر الطفلة ريتاج شامية، البالغة من العمر 11 عامًا، بالضياع وفقدان البهجة في ظل الظروف الصعبة الراهنة في غزة، ما جعلها تدلي بتصريحات مؤلمة تعكس معاناة الأطفال في المنطقة.

تقول ريتاج: “لا أشعر بالعيد، لا يوجد لدينا ملابس جديدة ولا نقود.” وتعبر عن كيف أثرت الأوضاع الراهنة على شكل الأطفال وحياتهم اليومية، حيث تفاقمت الأوضاع نتيجة النزاع المستمر ونقص المياه ومستلزمات النظافة الشخصية. إنها تجسد مشاعر العديد من الأطفال الذين يواجهون تحديات حياتية لا ينبغي لأحد أن يعاني منها خلال فترة الأعياد.

تحكي ريتاج عن تغييرات جذرية في حياتها، قائلة: “أشكالنا تغيرت بسبب الحرب، نحن نعيش في قلق دائم ولا نستطيع الاستمتاع بفرحة العيد كما كنا نفعل سابقا.” وهذا يعكس الوضع المأساوي الذي يعيشه العديد من الأطفال في غزة، الذين في أمس الحاجة إلى الدعم والرعاية ليتمكنوا من العودة إلى ضحكاتهم واحتفالاتهم العائلية.

الطفلة فرح مقبل: “عيدنا مملوء بالدماء والخوف في ظل الإبادة الجماعية في غزة”

تعيش الطفلة فرح مقبل، البالغة من العمر 16 عامًا، مأساة النزوح في بلدة جباليا شمال قطاع غزة، حيث تفاقمت صعوبة الحياة بشكل غير مسبوق بسبب الأحداث المؤلمة التي تعصف بالمنطقة. تتحدث فرح عن الأجواء الكئيبة التي تخيم على عيد الأضحى حيث كانت الأفراح سابقًا تملأ قلوب الأطفال، لكنها اليوم غارقة في الحزن والألم.

تروي فرح أن العيد الذي كان يعتبر فرصة للتجمع والفرح مع العائلة، بات اليوم ذكرى مؤلمة. تتذكر: “قبل بدء الإبادة، كان عيدنا مليئًا بالفرح، لكن الآن لا نشعر بالبهجة. عيد هذا العام يأتي في ظروف إنسانية صعبة، ومجاعة تسيطر على الأسر المتضررة.”

فرح تشير إلى أن العيد المقبل سيحل بينما تعاني أسرته من الفقدان والحزن، وتقول: “كنا في الأعياد السابقة نزور عائلة جدي، اليوم جميعهم استشهدوا، فلا يوجد أحد لنزوره.” تتحدث فرح عن مشاعرها المرتبطة بالواقع الذي تعيشه: “عيدنا مليء بالدماء والخوف، ننام على قصف يتكرر، ونستيقظ على ذات الأخبار المأساوية.”

تختتم فرح بتعبير عن أمنياتها بأن يحتفل الأطفال بعيدهم القادم في ظل وقف إطلاق نار يخفف من معاناتهم المتواصلة، داعية الأمة العربية إلى كسر صمتها والوقوف بجانب الفلسطينيين في نضالهم من أجل الحياة والكرامة.

الحرب تسرق فرحة العيد من أطفال فلسطين: قصص مأساوية لعادل وأقرانه

مع اقتراب عيد الأضحى، يشارك الأطفال الفلسطينيون معاناتهم في ظل الظروف القاسية التي يعيشونها في ظل الحرب. يقول الطفل عادل مقبل، الذي عاش أكثر من عام ونصف في دوامة النزاع، إنه لا يشعر باقتراب العيد بسبب غياب الأضاحي ولحظات الفرح المعتادة، ملمحًا إلى الحزن والخوف الذي يساوره كل يوم.

يستمر عادل في حديثه عن الصعوبات التي يواجهها يوميًا، حيث يفتقد الأمن والراحة، مضيفًا: “أنام وأنا خائف” نتيجة الغارات الإسرائيلية العنيفة التي تستهدف المدنيين. ومع نقص حاد في المواد الغذائية، يعيش عادل وأقرانه جوعًا متواصلًا، قائلاً: “كل يوم أنام وأنا جائع”.

وفقًا للأمم المتحدة، فإن تجويع الفلسطينيين يأتي بتعمد من إسرائيل، التي أغلقت المعابر أمام المساعدات الإنسانية الضرورية. من جانبه، أكد المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، أن السلوك الإسرائيلي أدى بغزة إلى “أخطر مراحل التجويع”، محذرًا من أن آثار ذلك ستستمر لعقود من الزمن. واعتبر ما يحدث في غزة “إبادة جماعية وتجويع وجريمة ضد الإنسانية”.

يضيف عادل أن الحرب سرقت حقوق الأطفال الأساسية مثل اللعب والتعليم، فقد حرموا من الذهاب إلى المدارس وتعلم القراءة، ناهيك عن حرمانهم من فرحة العيد. ينادي الطفل الفلسطيني بضرورة وقف هذه الحرب، ويطالب العالم العربي بالوقوف إلى جانبهم، معبرًا عن حزنه البالغ من الظروف التي يعيشها، خاصة مع تدهور الوضع الغذائي والمائي.

ومنذ بدء النزاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، توفي 60 طفلًا فلسطينيًا نتيجة سوء التغذية الناجم عن الحصار الإسرائيلي، وفقًا لأحدث الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة.

مأساة الطفولة: مقبل، طفل يحارب من أجل البقاء وسط الإبادة في غزة

في وقت تتعرض فيه غزة لمأساة إنسانية هائلة، يواجه الطفل مقبل تحديات يومية في سبيل الحصول على القوت والماء لعائلته. تعكس قصته معاناة العديد من الأطفال الذين فقدوا حقوق طفولتهم بسبب ظروف الحرب القاسية.

يعاني مقبل، الذي يُعتبر رمزاً لجيل كامل من الأطفال المتأثرين بالحرب، من فقدان حقوقه الأساسية. ويقول: “كل صباح أستيقظ لأتوجه إلى مكان بعيد للحصول على المياه، ثم أعود لأحملها إلى مكان نزوح عائلتي.” يصف مقبل رحلته اليومية التي تتطلب منه السفر لمئات الأمتار في ظروف صعبة، حيث لا تتوفر وسائل الراحة أو الأمان.

يسعى مقبل أيضاً للحصول على الطعام لعائلته. ولكنه يجد نفسه غالباً يعود خالي الوفاض: “كلما ذهبت إلى التكية للحصول على طعام، أُصاب بحروق مختلفة، ولا أستطيع الحصول على وجبات.” هذا الواقع المرير يوضح كيف أن أطفال غزة ليسوا فقط ضحايا للصراع بل يتعرضون أيضاً لصعوبات أساسية في تأمين غذائهم.

على الرغم من كل المعاناة، يحلم مقبل بمستقبل أفضل. “أريد أن أصبح طبيباً لأعالج الجرحى الذين يُصابون جراء الجرائم التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي.” تعكس هذه الطموحات الأمل الذي لا يزال موجوداً في قلوب أطفال غزة رغم المآسي المحيطة بهم.

في الوقت الذي يحتفل فيه العالم بالعيد، تعاني غزة من ظروف إنسانية صعبة. مع استمرار القصف ودمار المنازل، يجد المواطنون صعوبة في تأمين الحد الأدنى من وسائل البقاء، حيث يفتقرون إلى مصادر الدخل وتساعد هنالك مشكلات تتعلق بتوفير المساعدات الإنسانية.

منذ 7 أكتوبر 2023، تستمر إسرائيل في تنفيذ عمليات الإبادة الجماعية في غزة، والتي تشمل القتل والتهجير والتجويع، متجاهلة بذلك كافة النداءات الدولية مثل الأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية بوقف هذه الأعمال.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى