حوارات وتصريحات

د. رائد دهموش لـ ” اخبار الغد”: السوريون لن يقبلوا بإفلات من تورطوا في الجرائم من العقاب، وبشار الأسد على رأسهم

أكد الدكتور رائد دهموش، رئيس منظمة دار الشرق بهولندا، في حوار خاص لـ “أخبار الغد”، أن السوريين لن يقبلوا الإفلات من العقاب لمن تورطوا في الجرائم بحقهم، وعلى رأسهم بشار الأسد، مشددًا على أن العدالة الانتقالية تمثل حجر الزاوية في بناء سوريا الجديدة.

وأضاف دهموش أن رفع العقوبات عن سوريا في المرحلة الأخيرة كان له أثر إيجابي على ثقة السوريين بالدعم العربي والدولي، وبعث الأمل في إمكانية إعادة بناء الدولة بعد زوال نظام الأسد، مؤكدًا أن الخطوة تُعد تمهيدًا لمشروع وطني شامل تشارك فيه كل الأطياف السورية داخل البلاد وخارجها.

وفي ما يتعلق بإعادة الإعمار، أوضح دهموش أن سوريا تحتاج سنوات طويلة لإعادة بناء ما دمره النظام السابق، ليس فقط من الناحية المادية بل أيضًا الإنسانية والمؤسسية، لافتًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في بناء دولة جديدة تعتمد الشفافية والمصالحة وتُعيد الثقة بالمؤسسات الوطنية.

وحول قيادة المرحلة الانتقالية، أشاد دهموش بتولي السيد أحمد الشرع المسؤولية، واصفًا إياه بأنه “شخصية توافقية ومقبولة لدى شريحة واسعة من السوريين، ولم تتلوث يداه بالفساد أو الدماء”، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمهد لتأسيس بنية سياسية تحترم إرادة السوريين وتطلعاتهم.

وعن الدور الإقليمي والدولي، أكد دهموش أن التعاون الخليجي الأمريكي مع سوريا قد دخل مرحلة جديدة بعد سقوط النظام، مشيرًا إلى أن هناك دعمًا سياسيًا واقتصاديًا واضحًا للقيادة الانتقالية، داعيًا إلى ترجمة هذا الدعم إلى مشروعات تنموية حقيقية تعزز الاستقرار.

وبشأن العلاقات الروسية السورية، قال إن روسيا باتت أمام لحظة مفصلية لإعادة بناء علاقتها مع سوريا الجديدة، على أسس تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لا على التبعية وفرض النفوذ.

وفي سؤال حول محاكمة بشار الأسد، شدد دهموش على أن محاكمته مطلب شعبي أساسي لا يمكن تجاهله، مؤكدًا أن العدالة ليست انتقامًا بل تأسيس لمجتمع جديد يحترم القانون والإنسان، مضيفًا أن “المساءلة ستأخذ وقتها وفق مسارات قانونية واضحة، لكنها اليوم أقرب من أي وقت مضى”.

وفي ختام حديثه، وجّه دهموش رسالة مؤثرة للشعب السوري قال فيها:
“لقد دفعنا ثمناً باهظًا، لكننا انتصرنا. آن الأوان لطيّ صفحة الخوف والكراهية، وفتح صفحة جديدة من المصالحة والعدالة والحرية. سوريا تستحق أن تُبنى بسواعد أبنائها، بعيدًا عن الطغيان.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى