صحيفة أوريون 21 : المملكة العربية السعودية تعزز مكانتها كقطب نفوذ جديد في الولايات المتحدة

في تحول جذري للعلاقات بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، نجحت الرياض في اكتساب وزن جديد في السياسة الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب. هذا التحول يعكس تطورًا عميقًا في الديناميات السياسية والاقتصادية في المنطقة، ويشير إلى رغبة كل من ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في تعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين.
عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أول زيارة خارجية له خلال فترة ولايته الثانية في الفترة من 13 إلى 16 مايو 2025، حيث زار المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. هذه الزيارة تضمنت توقيع عقود ضخمة واستثمارات تتعلق بالتكنولوجيا، خصوصًا في مجالات الذكاء الاصطناعي، تقدر قيمتها بأكثر من 2000 مليار دولار. هذا التعاون يعد مثالاً واضحًا على الشراكة الاستراتيجية المتصاعدة بين الرياض وواشنطن، في ظل الظروف الجيوسياسية المتغيرة.
تتجه الأنظار الآن إلى ولي العهد السعودي، الذي تمكن من تعزيز مكانة بلاده كزعيم إقليمي. فقد أظهرت الدبلوماسية السعودية قدرات كبيرة في التأثير على السياسة الأمريكية، الأمر الذي يعكس نجاحها في تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية. تأتي هذه النجاحات رغم التحذيرات من الطبيعة التعاملية لدبلوماسية ترامب وأسلوبه غير المنتظم.
وقال الخبير في الشؤون الخليجية، ياسمين فاروق،: “تعامل ترامب مع المملكة العربية السعودية على أنها شريك استراتيجي هو أمر يعد تحولاً كبيرًا، حيث تم منح الرياض الآن دور القيادة في المنطقة بدلاً من كونها مجرد دولة حليفة”.
على الرغم من النجاح في تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، تبقى إيران والتوترات الإقليمية عاملًا مؤثرًا. حرص الرئيس ترامب خلال الزيارة على مواصلة المفاوضات مع طهران، مع الأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية لدول الخليج. كما أن المملكة تسعى لتطوير برنامجها النووي الخاص، وهو عنصر آخر من عناصر استراتيجيتها المستقبلية.