العالم العربي

ماكرون: فرنسا ستعترف بدولة فلسطين في مؤتمر دولي قريب بالتنسيق مع السعودية

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن عزم فرنسا الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين خلال مؤتمر دولي ستعقده باريس والرياض في نيويورك في موعد «لن يكون بعيداً»، مؤكداً التزام بلاده بتحريك العملية السياسية وإنهاء الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

في لقاء عقده بقصر الإليزيه مع مجموعة من الصحافيين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية والإسرائيلية، أوضح ماكرون أنّ الاعتراف سيأتي في إطار مبادرة دبلوماسية مشتركة مع المملكة العربية السعودية، تهدف إلى وقف الحرب على غزة وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية، إلى جانب إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ونزع سلاح حركة حماس.

يعكس الإعلان خطوة فرنسية غير مسبوقة منذ انضمام باريس إلى موجة التأييد الأوروبي المتزايد لحل الدولتين. وتتزامن المبادرة مع تحرّكات عربية ودولية تسعى لإحياء العملية السلمية، فيما يراه مراقبون تحولاً جوهرياً في الموقف الفرنسي تجاه الصراع الممتد منذ عقود.

الرئيس الفرنسي لفت إلى أنّ تأجيل المؤتمر تم بالتوافق الكامل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان «لأسباب تنظيمية»، مضيفاً أنّ تحديد الموعد الجديد سيكون «قريباً جداً» بحيث يحافظ على الزخم الدبلوماسي القائم ويضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من الأطراف المعنية.

وقال ماكرون إن بلاده ستعمل على حشد الدعم الأوروبي والأممي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإطلاق مسار سياسي يفضي إلى حل شامل ودائم، مشيراً إلى أنّ الاعتراف «لن يكون مجرد خطوة رمزية، بل رافعة حقيقية تضمن حقوق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي معاً».

وستركز فرنسا والمملكة العربية السعودية في المؤتمر المرتقب على: • وضع جدول زمني واضح لوقف إطلاق النار في غزة.
• إنشاء آلية دولية مستدامة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
• إتمام صفقة شاملة لتبادل الأسرى والرهائن.
• إطلاق مفاوضات نهائية تستند إلى قرارات الشرعية الدولية وحل الدولتين.

تهدف المبادرة، وفق الإليزيه، إلى تهيئة بيئة سياسية آمنة تُنهي دوامة العنف، وتعيد الثقة بين الأطراف، وتضمن لشعوب المنطقة العيش بأمن واستقرار.

«لا شروط للاعتراف، بل عملية تشمل وقف الحرب، وانسياب المساعدات، وإطلاق الرهائن، ونزع سلاح حماس»، شدد ماكرون، في ردّه على سؤال حول تفاصيل الخطوات المقبلة. وأضاف: «حان الوقت لتحويل الإجماع الدولي النظري إلى واقع ملموس على الأرض».

إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية:
«نعمل مع شركائنا السعوديين والدوليين على خارطة طريق واضحة تتوج باعتراف فرنسا بدولة فلسطين، وتضع حداً لمعاناة المدنيين في غزة».

إيمانويل ماكرون:
«المؤتمر المرتقب في نيويورك لن يتأخر طويلاً؛ نريد للحل السياسي أن يبدأ قبل أن تضيع الفرصة مرة أخرى».

وأكد: “هذه رزمة واحدة”.

وأشار الرئيس الفرنسي، إلى أن فرنسا اتفقت مع السعودية على تأجيل موعد المؤتمر الذي تعقده الأمم المتحدة، وتنظمه الدولتان، إذ كان من المفترض عقده الأسبوع المقبل في نيويورك، لافتاً إلى أن التطورات الحالية، تمنع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من السفر والوصول إلى نيويورك بسبب وقف الطيران في المنطقة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يدلي بتصريحات صحافية في باريس. 13 يونيو 2025 – الشرق وأوضح ماكرون، أنه تحدث، الجمعة، عدة مرات، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ووكذلك الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجرى الاتفاق على “تأجيل الاجتماع لموعد لن يكون بعيداً”.

وقال إن الرئيس الإندونيسي وعده بالاعتراف بإسرائيل في حال اعترفت فرنسا بالدولة الفلسطينية، موكداً “ضرورة استمرار هذه الديناميكية”.

المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين وأظهرت ورقة المؤتمر الدولي للتسوية السلمية لقضية فلسطين، والذي كان مقرراً عقده في نيويورك في الفترة بين 17و 20 يونيو الجاري، برئاسة السعودية وفرنسا، أن المؤتمر يُعقد على أساس أن “حل الدولتين” هو المرجعية، وأن يرتبط التنفيذ بإطار زمني محدد، وتحديد التزامات عملية لكل الأطراف، ووضع آليات دولية لضمان الاستمرارية.

وأفادت الورقة، التي حصلت “الشرق” على نسخة منها، أن تنفيذ حل الدولتين يجب أن يكون مستقلاً عن التطورات المحلية والإقليمية، ويضمن الاعتراف الكامل بدولة فلسطين كجزء من الحل السياسي، على أن يكفل احترام حقوق الشعوب ورغبتها في السلام والأمن.

وأشارت الورقة إلى أن هجمات 7 أكتوبر 2023 والحرب على غزة، أسفرت عن تصعيد غير مسبوق في العنف وخسائر هائلة في الأرواح، وأزمة إنسانية هي الأسوأ على الإطلاق، ودمار واسع النطاق، ومعاناة كبيرة للمدنيين على الجانبين، بما في ذلك المحتجزين وعائلاتهم وسكّان غزة.

اقرأ أيضاً تحضيرات المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية: حل الدولتين هو الأساس أظهرت ورقة المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية الذي يعقد بين 17و 20 يونيو، برئاسة السعودية وفرنسا، أن المؤتمر يعقد على أساس أن “حل الدولتين” هو المرجعية.

وأكدت الورقة أن الأنشطة الاستيطانية تهدد حل الدولتين، الذي يُعدّ الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم وشامل في المنطقة، الأمر الذي ينعكس سلباً على السلام والأمن والازدهار الإقليمي والدولي.

وأوضحت أن المؤتمر يهدف إلى تغيير المسار عبر البناء على المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية، واعتماد تدابير ملموسة لتعزيز احترام القانون الدولي، ودفع عجلة السلام العادل والدائم والشامل الذي يضمن الأمن للجميع في المنطقة ويعزّز الاندماج الإقليمي.

ويشكّل المؤتمر تأكيداً على التزام المجتمع الدولي الثابت بالتسوية السلمية لقضية فلسطين وحل الدولتين، وعلى ضرورة التحرك العاجل لتحقيق هذين الهدفين.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى