قوات الأمن الإيرانية تلاحق شاحنة وتفكك خلايا تجسس مرتبطة بالموساد

أعلن مصدر أمني مطلع تمكن القوات الإيرانية من تنفيذ عملية أمنية معقدة استهدفت شاحنة يُعتقد أنها تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي حيث جرت مطاردتها من قبل عناصر أمنية على متن دراجة نارية وسط إطلاق كثيف للنيران دون تحديد دقيق لمكان الواقعة
أكدت مصادر مطلعة أن العملية جاءت في ظل توتر عسكري متصاعد بين إيران وإسرائيل والذي بلغ ذروته خلال الأيام الماضية مع ازدياد الهجمات السيبرانية والتهديدات المتبادلة بين الطرفين ما دفع الأجهزة الأمنية إلى رفع درجة التأهب القصوى في مختلف المحافظات الإيرانية
قالت السلطات الأمنية الإيرانية إن الشاحنة التي تم رصدها في ظروف مشبوهة كانت هدفاً لمراقبة استخباراتية سابقة على خلفية تقارير تفيد بتورطها في أنشطة معادية متصلة بجهاز الموساد وبيّنت أن قرار الملاحقة جاء بعد معلومات موثوقة حول محتوياتها ومهمتها السرية
أضاف المتحدث الأمني أن دورية من جهاز الأمن الداخلي لاحقت الشاحنة بعد رفضها الامتثال لأوامر التوقف مشيراً إلى أن راكب الدراجة النارية الذي ظهر في الفيديو المتداول كان أحد عناصر الأمن المكلفين بمتابعة المركبة في المرحلة الأولى من العملية
صرح مسؤول أمني بارز أن التحقيقات الأولية أظهرت أن السيارة كانت تتحرك ضمن مسار استخباري معروف يربط بين نقاط عدة داخل العاصمة وهو ما عزز الشبهات حول ارتباطها بشبكة تجسس تخطط لتنفيذ هجمات داخلية ضد منشآت استراتيجية
أوضح المتحدث باسم الشرطة أن الجهات المعنية تواصل التحري لتحديد مصير الشاحنة وما إذا كانت قد تمكنت من الفرار أو تم توقيفها لاحقاً وأكد أن الفيديو المتداول لا يُظهر نهاية المطاردة كما لم يحدد الموقع الجغرافي بدقة
لفت مسؤول في الشرطة الإيرانية إلى أن العملية الأمنية المذكورة تزامنت مع إلقاء القبض على اثنين من عناصر الموساد جنوب شرقي طهران وتم ضبط أكثر من مائتي كيلوغرام من المتفجرات إضافة إلى 23 طائرة مسيّرة وقاذفات وأجهزة توجيه وتحكم كانت بحوزتهم
أعلن قائد شرطة مكافحة الإرهاب أن المتفجرات المضبوطة كانت معدة لتنفيذ عمليات تفجير ضخمة تستهدف تجمعات مدنية ومقرات عسكرية مشيراً إلى أن التنسيق المستمر بين الأجهزة الأمنية والسلطة القضائية كان عاملاً حاسماً في إحباط هذه المخططات
استدرك مسؤول أمني في محافظة ألبرز أن الشرطة أوقفت أيضاً عنصرين آخرين على صلة مباشرة بشبكة الموساد كانا يعملان على تصنيع عبوات ناسفة ومتفجرات وأجهزة إلكترونية دقيقة داخل ورشة سرية تم اقتحامها بعد تتبع دقيق لتحركاتهما في المناطق الغربية من طهران
أردف المتحدث الرسمي أن الأجهزة الأمنية تمكنت من تعقب اتصالات مشبوهة ومراسلات رقمية تشير إلى تورط هؤلاء العناصر في تزويد الموساد بمعلومات عن مواقع حساسة داخل إيران إلى جانب تلقيهم أوامر مباشرة بتنفيذ عمليات تخريبية قبيل الانتخابات البرلمانية المرتقبة
نفى مصدر في وزارة الداخلية صحة ما تردد عن أن الشاحنة التي تمت مطاردتها كانت فارغة من الحمولة مؤكداً أن المؤشرات الأولية تفيد باحتوائها على معدات إلكترونية متطورة يشتبه في استخدامها في عمليات تجسس وتنصت إلكتروني داخل العاصمة
أجاب أحد كبار المحللين الأمنيين أن ما تشهده إيران حالياً من تصعيد أمني مرتبط مباشرة بتكثيف أنشطة أجهزة الاستخبارات الأجنبية وفي مقدمتها الموساد الإسرائيلي الذي يسعى إلى زعزعة استقرار الداخل الإيراني في ظل التوتر الإقليمي المتصاعد
أشار تقرير سري اطلعت عليه جهات أمنية رفيعة إلى أن الموساد كثف من تجنيد عناصر محلية وإرسال فرق عملياتية عبر الحدود لتنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف إيرانية وهو ما يفسر حجم الأسلحة والمعدات التي تم ضبطها مؤخراً بحوزة عملائه داخل البلاد
نوهت مصادر أمنية أن عدد الأشخاص الذين تم التعرف عليهم كعناصر مرتبطة بإسرائيل بلغ 21 متهماً تم رصدهم في مدينة سمنان الواقعة شمالي إيران حيث اتُهموا بإثارة البلبلة العامة ونشر الشائعات المضللة عبر الفضاء الإلكتروني باستخدام حسابات وهمية وتطبيقات مشفرة
أكدت تقارير محلية أن الجهات الأمنية نسقت بشكل كامل مع الأجهزة القضائية لاستدعاء واعتقال المتهمين الـ21 مشيرة إلى أن أغلبهم سبق له الظهور ضمن شبكات رقمية تدعو للعصيان المدني وتنشر أخباراً مغلوطة تتعلق بالوضع الأمني والاقتصادي في البلاد
زعم بعض المحللين السياسيين أن التصعيد الحالي هو جزء من حرب استخباراتية غير معلنة بين إيران وإسرائيل تعتمد على توظيف الفضاء الإلكتروني والعملاء المحليين في تنفيذ هجمات داخلية دون الحاجة إلى مواجهات عسكرية مباشرة
استرسل مسؤول في قسم التحقيقات بأن اعتقال هذا العدد الكبير من المتعاونين مع الموساد في فترة زمنية قصيرة يعكس حجم التغلغل الذي تحاول الأجهزة المعادية تحقيقه داخل البلاد بهدف إرباك المشهد الأمني والسياسي قبل استحقاقات حساسة داخل إيران
أعلن مسؤول رسمي أن السلطات مستمرة في ملاحقة كل من يثبت تورطه في التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية مشدداً على أن العقوبات القضائية ستكون صارمة وتشمل فترات سجن طويلة وغرامات مالية ومصادرة الممتلكات بحسب القوانين المحلية المعمول بها
بهذا تؤكد السلطات الإيرانية أن أمن البلاد غير قابل للمساومة وأن كل محاولة لاختراقه ستواجه برد حاسم وسريع حيث يشكل ضبط أكثر من مائتي كيلوغرام من المتفجرات و23 طائرة مسيرة وقاذفات دليلاً دامغاً على حجم المخطط الذي تم إحباطه