العالم العربي

مئات العائلات تغادر طهران مع اشتداد القصف الإسرائيلي وتحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية

تشهد العاصمة الإيرانية طهران موجة نزوح واسعة، إذ دفعت الهجمات الإسرائيلية المتواصلة مئات الأسر إلى مغادرة المدينة باتجاه مناطق أكثر أماناً في الشمال، وسط مخاوف متصاعدة من تدهور الأوضاع الإنسانية.

منذ فجر الأحد، تكدّست طوابير السيارات أمام محطات الوقود في مختلف أنحاء طهران، بينما تسابق الأهالي الزمن لتأمين الوقود والمؤن قبل الانطلاق إلى مدن ساحلية وريفية قرب بحر قزوين. وأفادت مقاطع مصوَّرة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بأن بعض الطرق السريعة المؤدية إلى الشمال أصبحت شبه متوقفة بسبب الازدحام الكثيف، في حين أكد شهود عيان أن محطات الوقود تعمل بطاقتها القصوى لتلبية الطلب غير المسبوق.

وتأتي هذه التطورات في أعقاب تهديد مباشر أطلقه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيه إن “سكان طهران سيدفعون الثمن قريباً” رداً على الصواريخ الإيرانية الأخيرة التي استهدفت الداخل الإسرائيلي. وقد عمّق هذا التصريح حالة القلق لدى السكان، ما عجّل من وتيرة النزوح الجماعي.

من جهتها، حذّرت منظمات إغاثية محلية ودولية من احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية إذا استمر التصعيد العسكري، مؤكدة الحاجة العاجلة إلى ممرات إنسانية آمنة وتدفق المساعدات إلى المناطق التي تستقبل النازحين.

“نشهد أكبر حركة نزوح من طهران منذ سنوات، والأطفال والنساء هم الأكثر تضرراً”، وفق تقارير ميدانية، فيما يواجه القطاع الصحي ضغوطاً متزايدة نتيجة ارتفاع أعداد الوافدين إلى المستشفيات والمراكز الطبية في المحافظات الشمالية.

القصف المستمر ألحق كذلك أضراراً بالبنية التحتية، إذ أشارت مصادر محلية إلى انقطاع متكرر للتيار الكهربائي وخدمات الإنترنت في بعض أحياء طهران خلال الساعات الماضية، ما صعّب على السكان الحصول على معلومات محدثة بشأن الأوضاع الأمنية ومسارات السفر الآمنة.

وسط هذه الظروف المضطربة، تتزايد الدعوات لوقف فوري للتصعيد، وفتح قنوات دبلوماسية عاجلة بين الأطراف المعنية لحماية المدنيين ومنع انزلاق المنطقة إلى نزاع أوسع.

“على المجتمع الدولي أن يتحرك سريعاً لضمان أمن المدنيين وتوفير المساعدات الأساسية للنازحين”، بحسب تحذيرات الهيئات الإنسانية، التي أكدت استعدادها لتوسيع عملياتها على الأرض فور تأمين ممرات آمنة.

د. ليلى كاظمي، المديرة التنفيذية لمركز الشرق الأوسط للمعلومات الإنسانية (MEIC): “الأولوية القصوى الآن هي حماية المدنيين وتيسير خروج آمن لمن يرغبون في مغادرة مناطق الخطر، إضافة إلى تأمين الإمدادات الطبية والغذائية للمحافظات المستقبِلة.”

محمود رسولي، متطوع إغاثي يعمل قرب الطريق السريع إلى قزوين: “لم أرَ هذا الكم من السيارات منذ سنوات. العائلات قلقة وتبحث عن أي مكان آمن بعيداً عن الصواريخ. نحن بحاجة إلى دعم فوري لتنظيم نقاط توزيع المساعدات.”

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى