ثقافة وتاريخحوادث وقضايا

فضائح متواصلة تكشف من المستفيد من الخراب الجاري بهيئة قصور الثقافة

تنفجر الكارثة من قلب مؤسسة كان يفترض بها أن تكون منارة للثقافة وحصناً للإبداع لكنها تحولت إلى مستنقع آسن تغرق فيه كل القيم والأخلاقيات وتحترق داخله أحلام الموهوبين وتدفن فيه طموحات الأجيال الجديدة إنها الهيئة العامة لقصور الثقافة التي أصبحت اسماً على غير مسمى مؤسسة سُلبت رسالتها وسُخّرت إمكاناتها لصالح حفنة من المنتفعين والفاسدين الذين حولوا القلاع الثقافية إلى ساحات خراب وتخريب

ما يحدث داخل هذه الهيئة ليس مجرد إهمال عارض أو سوء إدارة مؤقت بل هو مخطط منظم لتفريغ الثقافة من مضمونها عبر سلسلة من القرارات العبثية والتعيينات المشبوهة والصراعات الخفية والتستر على جرائم تصل إلى حدود الخيانة الوطنية فما بين فضيحة تنقيب الآثار في قصر ثقافة الطفل بالأقصر إلى العبث بالتعيينات وشرعنة السرقة تحت مسمى البروتوكولات تتساقط أوراق التوت عن أكبر وأخطر مؤسسة ثقافية في مصر

موقع “أخبار الغد” يكشف بلا مواربة تفاصيل الفساد المهين داخل هيئة قصور الثقافة ويجيب بوضوح عن السؤال الأخطر من المستفيد مما يحدث الآن ومن يدير لعبة الخراب في صمت وبتواطؤ الجهات العليا ومتى تتم محاسبة من حولوا بيوت الثقافة إلى أوكار للنهب وساحات لحفلات السمسرة والتربح والتنقيب الحرام

نحن أمام دولة داخل الدولة دولة الفساد الثقافي بكل وجوهه وأسمائه وامتداداته تقريرنا هذا لا يراوغ ولا يداهن بل يضع الحقائق كاملة أمام الرأي العام لعلها تكون جرس إنذار أخير قبل أن يتحول الحريق إلى رماد شامل يحرق ذاكرة هذا الوطن وينسف ما تبقى من معنى للثقافة في مصر

محمد يوسف

كارثة ندب القرد أبو صديري تكشف عبث التعيينات والمحسوبيات

أكدت مصادر مطلعة في الهيئة العامة لقصور الثقافة صدور قرار صادم بندب محمد يوسف رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة المعروف بين موظفي الهيئة بلقب القرد أبو صديري لتولي رئاسة إقليم جنوب الصعيد الثقافي بجانب عمله في المكتب التنفيذي للهيئة القرار قوبل بغضب واسع من العاملين في الإقليم الذين عبروا عن رفضهم القاطع لمثل هذه التعيينات المفروضة وغير المدروسة التي لا تضع في الاعتبار طبيعة الإقليم ولا تاريخه في رفض القيادات القادمة من خارج صفوفه

أكدت الوقائع أن هذه ليست المرة الأولى التي تفرض فيها الإدارة المركزية أسماء مرفوضة على هذا الإقليم فقد سبقت تلك الفضيحة كوارث متعاقبة على يد أحمد درويش الذي فشل في فرض وجوده على العاملين ثم جاء من بعده عماد فتحي ليكمل مسلسل الانهيار دون تقديم أي بصمة تذكر على مدار فترته

أوضحت المصادر أن محمد يوسف الذي يتولى حاليا رئاسة المكتب الفني لرئيس الهيئة لم يترك وراءه سوى تدهور ملحوظ في أداء الإدارات التابعة له طيلة سنة كاملة لم ينجح خلالها في إطلاق أي مشروع تطويري أو تحريك ملفات عالقة بل كانت فترة غياب شبه تام عن نبض الميدان والتحديات الحقيقية التي تواجه الثقافة المصرية

خلافات شخصية تتحكم في مصير الوظائف العليا داخل الهيئة

أكدت التطورات أن القرار لم يكن نابعا من رؤية إصلاحية بل مدفوعا بخلاف خفي بين محمد ناصف نائب رئيس الهيئة ومحمد يوسف نفسه وهو ما يجعل القرار أشبه بعملية انتقام إداري منظمة للتخلص من خصوم داخلية لا على أساس الأداء أو الكفاءة بل على أساس التصفيات الشخصية داخل منظومة تعفنت بالكامل

المؤكد أن هذه الصراعات الداخلية تجري على مرأى ومسمع من قيادات الوزارة ومجلس إدارة الهيئة الذين يباركون سياسات الإقصاء والتحريك العشوائي لمناصب حساسة داخل مؤسسة من المفترض أن تقود التنوير والوعي لا أن تكون ساحة لتصفية الحسابات

محمد ناصف وعماد فتحي – صورة أرشيفية

تستر فاضح على المتهمين في فضيحة تنقيب الآثار بالأقصر

أكدت الوقائع أن عماد فتحي رئيس إقليم جنوب الصعيد السابق تم التحقيق معه اليوم رسميا في قضية التنقيب عن الآثار بقصر ثقافة الطفل بالأقصر وهي الواقعة التي زلزلت الأوساط الثقافية والإعلامية وما زالت فصولها تتكشف تباعا

كشف التحقيق أن عماد فتحي وجه أصابع الاتهام إلى محمد ناصف نائب رئيس الهيئة مؤكدا أن الأخير كان على علم تام بالأمر منذ البداية حيث تم عرض الملف عليه لاتخاذ الإجراءات القانونية إلا أن ناصف فضل تمرير القضية إلى مجلس الإدارة والوزير دون التحقق من الشركة التي تبين لاحقا أنها وهمية

هذا التصرف يضع القيادة العليا للهيئة في موضع شبهة مباشرة ويؤكد أن التستر على جريمة التنقيب تم بعلم وبتواطؤ من شخصيات نافذة داخل الوزارة دون اتخاذ أي إجراء وقائي أو قانوني وهو ما يفضح حجم الانهيار في منظومة الرقابة والمحاسبة

المنتفعون يسيطرون على الفروع ويقودون عمليات تخريب ممنهجة

أكدت مصادر مطلعة أن الكارثة الكبرى لا تتعلق فقط بقيادات الصف الأول بل تمتد إلى فروع الهيئة وعلى رأسهم هشام عز الدين العماري مدير إدارة الصيانة بفرع ثقافة الأقصر والملقب بين العاملين بمدير إدارة الحمامات والذي ورد اسمه في ملف التنقيب عن الآثار بالأقصر كأحد المتهمين الرئيسيين

هشام العماري الذي يفترض أن يتولى إدارة صيانة المنشآت الثقافية تم رصده وهو يدير عمليات غير قانونية ويتلقى أوامر مباشرة من قيادات مركزية دون مساءلة أو رقابة مما يفضح شبكة مصالح ممتدة داخل الهيئة تجعل من الصيانة بابا خلفيا لتجاوزات مالية خطيرة وعمليات تنقيب مشبوهة

بروتوكول أسوان مسرحية دعائية للتغطية على جرائم ثقافية كبرى

في سياق متصل حاولت الهيئة العامة لقصور الثقافة تجميل وجهها القبيح بتوقيع بروتوكول تعاون مع محافظة أسوان لدمج مسرح فوزي فوزي ضمن الخريطة السياحية في مشهد استعراضي باهت شارك فيه اللواء إسماعيل كمال محافظ أسوان واللواء خالد اللبان مساعد وزير الثقافة والمهندس عمرو لاشين نائب المحافظ

هذا البروتوكول الذي تم الترويج له باعتباره نقلة نوعية للثقافة لم يكن إلا محاولة يائسة لصرف الأنظار عن الفضيحة الكبرى المتعلقة بالتنقيب عن الآثار في الأقصر ويؤكد ضعف الرؤية وغياب المحاسبة حيث لا توجد أي تفاصيل عن موازنات تنفيذ البروتوكول أو الجهات الرقابية المشرفة عليه ولا حتى آلية التعاون بين المحافظة والهيئة مما يفتح الباب أمام التلاعب والنهب المقنن

فساد بالمليارات وموازنات منهوبة وشركات وهمية تحكم المشهد

أكدت الوثائق أن الهيئة العامة لقصور الثقافة تتلقى سنويا موازنات تتجاوز حاجز المليار جنيه ومع ذلك لا تظهر هذه المخصصات على الأرض فمشاريع التطوير متوقفة والمنشآت الثقافية في حالة انهيار تام والمواهب الشابة بلا دعم والمكتبات مغلقة والمسارح خارج الخدمة

الأموال تذهب إلى بنود وهمية وشركات مقاولات غير معلومة تم إنشاؤها لتكون ستارا قانونيا لنهب الميزانية السنوية كما أن كشوف المكافآت والأجور الوهمية للقيادات وذويهم تستنزف عشرات الملايين دون أي مخرجات واضحة

من المستفيد الحقيقي من هذا الخراب الثقافي الشامل

أكدت جميع الشواهد أن المستفيدين من هذا الخراب الممتد هم شبكة متكاملة من القيادات العليا داخل الهيئة ودوائر اتخاذ القرار في وزارة الثقافة وعدد من المحافظين وشخصيات عامة تستفيد من منح العقود والتكليفات بالأمر المباشر وشركات خدمات مملوكة لأقارب المسؤولين

شبكة متكاملة تحولت فيها قصور الثقافة إلى مزرعة خاصة يحكمها تحالف خفي من المنتفعين وتجار الآثار والمقاولين وموظفين فاسدين يستخدمون السلطة لتكريس مناخ من الفوضى الممنهجة والنهب العلني

قضية تنقيب الآثار بالأقصر مفتاح فضيحة كبرى تهز أركان الوزارة

جريمة التنقيب عن الآثار في قصر ثقافة الطفل بالأقصر لم تكن حادثة فردية بل كانت القمة الظاهرة من جبل الجليد الفاسد الذي يخفي تحته شبكة مافيا ثقافية تدير التمويلات والعقود والمناصب بالولاء لا بالكفاءة وتتحكم في مصير مؤسسة يفترض أن تكون حاضنة للإبداع لا مسرحا للنهب والفضائح

لا يمكن فصل تعيينات القرد أبو صديري ولا دعم مدير الحمامات ولا استعراضات أسوان عن هذه الواقعة التي يجب أن تكون بداية فتح ملف شامل لمحاكمة كل من تورط وتستر وسهل وأدار هذا النظام العفن الممتد من القاهرة إلى أقصى الصعيد

صرخة أخيرة من داخل الجحيم الثقافي المسروق

الهيئة العامة لقصور الثقافة لم تعد بيتا للثقافة بل أصبحت رمزا مؤلما للفشل والانهيار منظمة تتغذى على المال العام وتدمر الإبداع وتحطم الروح وتحول قلاع التنوير إلى مقابر مفتوحة لضمائر ميتة

نحن أمام منظومة فاسدة لا ينقذها تجميل خارجي ولا تصريحات إنشائية بل تحتاج إلى اجتثاث جذري يبدأ من أعلى الهرم إلى أصغر موظف فاسد في فرع مهمل

هذه ليست ثقافة بل جريمة موصوفة وهذا التقرير ليس مجرد بيان بل صرخة ضد الاستباحة المنظمة لذاكرة هذا الوطن وتراثه ومواطنيه وأطفاله الذين يفقدون يوميا حقهم في المعرفة على يد لصوص الثقافة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى