ردود فعل دولية تنتقد الضربة الأمريكية ضد إيران..وهذه أبرزها

أثارت الضربة الأمريكية ضد المنشآت الإيرانية ردود فعل واسعة من قبل بعض الدول والمنظمات الدولية، وحذرت من خطورة هذا التصعيد غير المسبوق ضد منشآت نووية خطيرة والتي من الممكن أن تجر المنطقة لحرب شاملة.
ويترقب كثيرون رد الفعل الإيراني بعد تلك الضربة التي لم تؤثر كثيرا على مشروع إيران النووي بحسب مسؤولين إيرانيين، غير أن الولايات المتحدة أكدت تحييد المشروع النووي الإيراني ومن ثم على إيران الجلوس على طاولة التفاوض مجددا، لكن الأمر لم يأتي على تلك الرغبة الأمريكية بل صعدت إيران الأمر وهددت بغلق مضيق هرمز أمام التجارة الدولية بعد موافقة البرلمان.
فما هى أبرز ردود الأفعال الدولية بعد الضربة الأمريكية؟
إيران
وجه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأحد قائلا إن ذلك “نسف الدبلوماسية” عبر شنّها الضربات.
وكتب في حسابه على موقع إكس “الأسبوع الماضي كنا نجري مفاوضات مع الولايات المتحدة عندما قررت إسرائيل نسف تلك الدبلوماسية. هذا الأسبوع، أجرينا مباحثات مع الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي عندما قررت الولايات المتحدة أن تنسف تلك الدبلوماسية”.
وأضاف تعقيبا على دعوات غربية لطهران للعودة إلى التفاوض “كيف يمكن لإيران أن تعود إلى شيء لم تتركه قط، ناهيك عن نسفه؟”.
وكان عراقجي قد اعتبر في وقت سابق أن الضربات “شنيعة” وستكون لها “تداعيات دائمة”، وبأن إيران “تحتفظ بكل الخيارات” للدفاع عن سيادتها.
وكتب عراقجي أيضا “ارتكبت الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، ومعاهدة حظر الانتشار النووي، عبر مهاجمة المنشآت السلمية النووية” للجمهورية الإسلامية.
وبدورها اعتبرت وزارة الخارجية أن الضربات تظهر بأن واشنطن لن تتوانى عن “انتهاك القانون أو ارتكاب جريمة” لدعم حليفتها إسرائيل.
كما أوضحت في بيان قائلة: “لقد أصبح الآن واضحا للجميع أن الدولة ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، لا تلتزم بأي قواعد أو أخلاقيات ولن تمتنع عن أي انتهاك للقانون أو ارتكاب جريمة من أجل خدمة مصالح كيان إبادة جماعية واحتلال”.
ومن جانبها، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنه “رغم مؤامرات أعدائها الخبيثة… فإنها لن تسمح بتوقف مسار تطوير هذه الصناعة الوطنية (النووية) التي هي ثمرة دماء الشهداء النوويين”.
إسرائيل
ومن جهته، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ترامب على الهجوم “الجريء”، قائلا إنه يُمثل “منعطفا تاريخيا” قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام.
وقال في رسالة عبر الفيديو موجهة لترامب باللغة الإنكليزية: “أشكركم، وشعب إسرائيل يشكركم”. وأضاف: “في العملية التي جرت الليلة ضد المنشآت النووية الإيرانية، أثبتت أمريكا أن لا نظير لها”. واعتبر أن ترامب يفرض بذلك “منعطفا تاريخيا من شأنه أن يُسهم في قيادة الشرق الأوسط وما بعده إلى مستقبل من الرخاء والسلام.” وأشاد بـ”السلام من خلال القوة” قائلا: “أولا تأتي القوة، ثم يأتي السلام”.
هذا واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضا أنه وفى بوعده بتدمير البرنامج النووي الإيراني. وقال في كلمة بالعبرية متوجها إلى الإسرائيليين: “تذكرون أنني منذ بداية (الحرب مع إيران التي شنتها إسرائيل في 13 حزيران/يونيو)، وعدتكم بتدمير المنشآت النووية الإيرانية بطريقة أو بأخرى… تم الوفاء بهذا الوعد”.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في منشور على منصة إكس، إن دونالد ترامب “حفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ هذه الليلة”.
وأضاف: “لقد أثبت عمليا أنه يستحق لقب قائد العالم الحر. وسيبقى دائما في الذاكرة الصديق الحقيقي للشعب اليهودي ودولة إسرائيل”.
وبدوره، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في منشور على منصة إكس،”هذه الخطوة الشجاعة تخدم أمن وسلامة العالم الحر أجمع. آمل في أن تقود إلى مستقبل أفضل للشرق الأوسط، وتساعد في الدفع قدما بالإفراج العاجل عن رهائننا المحتجزين في غزة”.
بريطانيا
أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر فكتب على إكس “لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد”، مشددا على أن “استقرار المنطقة أولوية”. وتابع: “ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة”.
الاتحاد الأوروبي: “تفادي مزيد من التصعيد”
ومن جانبها، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى “تفادي مزيد من التصعيد” عقب الضربات الأمريكية.
وقالت على منصة إكس: “لا يجب السماح لإيران بتطوير سلاح نووي لأن ذلك سيشكل تهديدا للأمن العالمي”، داعية “كل الأطراف إلى التراجع خطوة إلى الوراء والعودة إلى طاولة المفاوضات وتفادي مزيد من التصعيد”. وأضافت: “سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الوضع غدا” خلال اجتماع مقرر مسبقا.
فرنسا
أعربت فرنسا عن قلقها بعد الضربات داعية “الأطراف إلى ضبط النفس لتفادي أي تصعيد من شأنه أن يؤدي إلى اتساع رقعة النزاع”، في رسالة نشرتها وزارة الخارجية الفرنسية على إكس.
وأكدت باريس “قناعتها بأن التسوية المستديمة لهذه المسألة تمر عبر حل بالتفاوض في إطار معاهدة منع الانتشار النووي”، مشيرة إلى أنها “لم تشارك في هذه الضربات ولا في التخطيط لها”.
الأمم المتحدة
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، ووصفها بأنها “تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية.”
وقال في بيان: “في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى”، مضيفا: “لا يوجد حل عسكري. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبلوماسية. الأمل الوحيد هو السلام”.
وبدورها أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم رصد أي زيادة في مستوى الإشعاعات “خارج المواقع” بعد الضربات. كما دعا المدير العام للوكالة رافايل غروسي مجلس المحافظين إلى اجتماع طارئ الإثنين.
حملة إيكان
ومن جهتها، اعتبرت الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية (إيكان) الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن الضربات الأمريكية “عبثية ومتهورة”. وقالت مديرتها التنفيذية ميليسا بارك إن “الولايات المتحدة وبانضمامها إلى هجوم إسرائيل على إيران، تنتهك القانون الدولي أيضا”. وأضافت “بما أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تُقيّم أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، فإن هذا عمل عبثي ومتهور قد يُقوّض الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية”.
السعودية
وعبرت السعودية عن “قلق بالغ” حيال الضربات الأمريكية “في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة”.
ودعت وزارة الخارجية في المملكة “لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد”، كما حضت المجتمع الدولي على “مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة”.
العراق
ومن جانبه، ندد العراق بالضربات الأمريكية محذرا من أن التصعيد يشكل “تهديدا خطيرا للأمن والسلم” في المنطقة و”يعرّض الاستقرار الإقليمي لمخاطر جسيمة”.
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي في بيان: “يُشدد العراق على أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تكون بديلا عن الحوار والدبلوماسية، وأن استمرار هذه الهجمات من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد خطير ستكون له عواقب تتجاوز حدود أي دولة، وتمس استقرار المنطقة والعالم”.
قطر
وعبرت قطر عن “أسفها” للضربات محذرة من “تداعيات كارثية” للتصعيد الراهن على مستوى الإقليم والعالم.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية “تأسف دولة قطر للتدهور الذي بلغته الأمور بقصف المنشآت النووية الإيرانية وتتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث إثر الهجمات الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الشقيقة”، محذرة من أن “التوتر الخطير الذي تشهده المنطقة حاليا سيقود إلى تداعيات كارثية على المستويين الإقليمي والدولي”.
سلطنة عُمان: “إدانة عدوان غير قانوني”
وشجبت سلطنة عُمان، الوسيط الرئيس في المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، الضربات الأمريكية داعية إلى خفض “فوري وشامل” للتصعيد.
وعبر متحدث بوزارة الخارجية العمانية في بيان عن “إدانة سلطنة عمان لهذا العدوان غير القانوني ودعوتها إلى خفض التصعيد الفوري والشامل”. وأضاف أن ذلك: “يهدد بتوسيع رقعة الحرب ويشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة الذي يحظر استخدام القوة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية”.
مصر
وأدانت مصر “التصعيد المتسارع”، محذرة من “عواقب خطيرة” على الأمن في المنطقة والعالم.
هذا، وأعربت وزارة الخارجية في بيان عن “قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وتدين التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي”. وحذرت من “مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر”، مشددة على أن “الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية وليس الحل العسكري هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة”.
حركة حماس
نددت حركة المقاومة الإسلامية حماس الحليفة لإيران، القصف الأمريكي، ووصفته بأنه “عدوان إجرامي”. وقالت الحركة الفلسطينية في بيان: “ندين هذا العدوان الإجرامي ونعتبره نموذجا صارخا لسياسة فرض الهيمنة عبر منطق القوة وعدوانا يقوم على قانون الغاب يتناقض مع كل الأعراف والمواثيق الدولية”، منددة بـ”التصعيد الخطير”.
الحوثيون
ومن جهته، أدان المكتب السياسي لحركة “أنصار الله” في اليمن، “العدوان الأمريكي الغاشم والجبان الذي استهدف الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية”.
وقال الحوثيون إن الهجوم يمثل “عدوانا سافرا على دولة ذات سيادة ويمثل انتهاكا صارخا لكل القوانين والمواثيق الدولية وتصعيدا خطيرا وتهديدا مباشرا للأمن والسلم الإقليمي والدولي”.
وفي وقت لاحق، قالت حكومة التغيير والبناء التابعة للحوثيين في بيان إن “عدوان إدارة ترامب الطائشة على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، إعلان حرب سافر على الشعب الإيراني الشقيق”، مؤكدة الالتزام “بإعلان القوات المسلحة استعدادها لاستهداف السفن والبوارج الأمريكية في البحر الأحمر”.
الديمقراطيون في الكونغرس
هذا، وانتقد زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي الرئيس الأمريكي، متهما إياه بدفع البلاد نحو الحرب. وقال عضو الكونغرس حكيم جيفريز في بيان: “لقد ضلل الرئيس ترامب البلاد بشأن نواياه، ولم يحصل على إذن من الكونغرس لاستخدام القوة العسكرية، ما يهدد بتورط أمريكا في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط”.
التعاون الإسلامي
قالت منظمة التعاون الإسلامي اليوم الأحد، إنها ستشكل فريق اتصال على مستوى الوزراء لإجراء اتصالات منتظمة مع الأطراف الدولية والإقليمية لدعم جهود خفض التصعيد و”وقف العدوان على إيران”. وفي إعلان مشترك عقب اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، أدانت المنظمة المكونة من 57 عضوا “عدوان إسرائيل” على إيران، مشددة على “الحاجة الملحة لوقف الهجمات الإسرائيلية وقلقها الكبير إزاء هذا التصعيد الخطير”.