مباحثات هاتفية بين السوداني وبوتين تؤكد رفض العدوان وتصعيد الأوضاع ودعم سيادة العراق

أجرى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اتصالًا هاتفيًا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بحثا خلاله التداعيات الإقليمية والدولية المتفاقمة نتيجة العدوان الإسرائيلي على إيران واستمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ 21 شهرًا. شدد الجانبان على أهمية بذل جهود دبلوماسية حقيقية لإنهاء التصعيد، ودعم حق العراق في حماية سيادته وأجوائه من كافة الانتهاكات.

بحث السيد السوداني مع الرئيس بوتين آخر مستجدات الأوضاع في المنطقة، مؤكدًا رفض العراق القاطع للعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والخطورة المتزايدة المتمثلة في القصف الأمريكي للمنشآت النووية، ما يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.

وأشار السوداني إلى تصاعد وتيرة العدوان، حيث شنت إسرائيل منذ 13 يونيو هجمات استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وأفراد عسكريين وعلماء في إيران، وردت طهران بضربات صاروخية عبر طائرات مسيّرة ضد أهداف عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، مما أسفر عن سقوط ضحايا من الطرفين. كما استنكرت بغداد الاعتداءات الأمريكية والصهيونية وانتهاك أجواء العراق بشدة، وقدمت مؤخرًا شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي لمنع تكرار تلك الانتهاكات وحماية سيادة العراق.

وفي الشأن الإنساني، جرى التأكيد على ضرورة التدخل الدولي العاجل لوقف الجرائم المرتكبة في غزة، حيث تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، حرب إبادة خلفت مئات الآلاف من الضحايا والمفقودين وشرّدت مئات الآلاف من سكان القطاع، بحسب الإحصاءات الأخيرة. وأكد الرئيس الروسي بوتين موقفه الثابت برفض انتهاك السيادة العراقية، معلنًا قيام بلاده بجهود خاصة لوقف التصعيد، كما دعا العراق للمشاركة في القمة الروسية العربية المقررة في أكتوبر القادم.

واستعرض الطرفان تطورات المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران، والإخفاقات الدبلوماسية جراء فقدان الثقة بسبب استمرار العدوان، مؤكدين الحاجة للشفافية ولتحرك فعال من مجلس الأمن الدولي لحماية المدنيين واستعادة الاستقرار.

وفي سياق متصل، تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية، لا سيما التعاون في مجالات النفط والغاز، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، وتطوير التنسيق الاقتصادي والسياسي بين بغداد وموسكو.

قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني: “نؤكد رفضنا القاطع لأي عدوان يستهدف سيادة العراق أو أمن المنطقة، ونطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بتحمل مسؤولياتهم إزاء التصعيد الخطير وانتهاكات حقوق الشعب الفلسطيني والإيراني.”

ومن جانبه أشار الرئيس فلاديمير بوتين: “ندعم وحدة العراق وسيادته وندعو لإنهاء التوتر في المنطقة عبر الوسائل الدبلوماسية. روسيا ملتزمة ببذل كافة الجهود للحد من التصعيد ودعم الشراكة مع العراق في مختلف المجالات.”