AP News: موجز أمريكي سري يحث المحكمة الجنائية الدولية على التحقيق في ترويج فاغنر للفظائع في غرب إفريقيا

طُلب من المحكمة الجنائية الدولية مراجعة تقرير قانوني سري يؤكد أن مجموعة فاغنر المرتبطة بروسيا ارتكبت جرائم حرب من خلال نشر صور للفظائع الواضحة في غرب إفريقيا على وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك مقاطع فيديو تشير إلى أكل لحوم البشر، وفقاً لموجز اطلعت عليه وكالة أسوشيتد برس حصرياً.
يُظهر التقرير القانوني المقدم من خبراء قانونيين من جامعة كاليفورنيا في بيركلي أن نشر هذه الصور المروعة على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يشكل جريمة حرب في حد ذاته، في سابقة قانونية هي الأولى من نوعها أمام المحكمة الدولية.
تتضمن مقاطع الفيديو المنشورة مشاهد صادمة لرجال يرتدون الزي العسكري وهم يقطعون جثث ما يبدو أنهم مدنيون بالمناجل، ويستخرجون الأعضاء ويتظاهرون بأطراف مقطوعة. في أحد المقاطع، يقول أحد المقاتلين إنه على وشك أكل كبد شخص ما، بينما يقول آخر إنه يحاول إزالة قلبه.
تسليح وسائل التواصل الاجتماعي كجريمة حرب
قالت ليندسي فريمان، مديرة برنامج التكنولوجيا والقانون والسياسة في مركز حقوق الإنسان بكلية الحقوق في جامعة كاليفورنيا في بيركلي: “لقد استفادت فاغنر ببراعة من تقنيات المعلومات والاتصالات لتنمية وترويج علامتها التجارية العالمية كمرتزقة لا يرحمون. شبكة Telegram الخاصة بهم على وجه الخصوص، والتي تصور سلوكهم في جميع أنحاء الساحل، بمثابة عرض عام فخور لوحشيتهم.”
وأضافت فريمان: “إن توزيع هذه الصور على الإنترنت يمكن أن يشكل جريمة حرب تتمثل في الاعتداء على الكرامة الشخصية وجريمة ضد الإنسانية لأعمال لاإنسانية أخرى لإرهاب السكان المدنيين نفسياً.”
العنف المتصاعد في منطقة الساحل
أصبحت منطقة الساحل، وهي حزام قاحل جنوب الصحراء الكبرى، أكثر الأماكن دموية على وجه الأرض للتطرف. قُتل نصف ضحايا الإرهاب في العالم البالغ عددهم نحو 8000 في جميع أنحاء المنطقة العام الماضي، وفقاً لمعهد الاقتصاد والسلام.
في مالي، يقاتل حوالي 2000 مرتزق روسي إلى جانب القوات المسلحة للبلاد، وفقاً لمسؤولين أمريكيين. ومنذ مقتل زعيم فاغنر يفغيني بريغوزين في حادث تحطم طائرة في عام 2023، تعمل موسكو على تطوير منظمة جديدة، فيلق إفريقيا، كقوة تحت القيادة المباشرة للسلطات الروسية.
ردود الفعل والتحقيقات
أمرت جيوش مالي وبوركينا فاسو بإجراء تحقيقات في مقاطع الفيديو الفيروسية التي تمت إزالتها من منصة X لانتهاكها قواعد المنصة. وصف قائد جيش مالي الأفعال بأنها “فظائع نادرة” لا تتماشى مع القيم العسكرية للبلاد.
قالت كورين دوفكا، الخبيرة في منطقة الساحل والرئيسة السابقة لـ هيومن رايتس ووتش في المنطقة: “تشويه المدنيين والمقاتلين من قبل جميع الأطراف أمر مثير للقلق بما فيه الكفاية. لكن نشر هذه المشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من حدة الفساد ويشير إلى أن مستوى متزايد ومقلق من التجريد من الإنسانية يتجذر في منطقة الساحل.”